الزعرنة والسرسرية

mainThumb

17-07-2010 07:00 AM


ما المقصود بمفهومي كل من الزعرنة والسرسرية ؟ وما هي الفئات المستهدفة فيهما؟ وما هي الحلول المناسبة للخروج من مخاطرهما ؟


السرسرية ؛ مفردة تركية وتعني المتشردين ، وهم الهائمون على وجوههم ، ويترددون بلا عمل ، ويتركون النفس على هواها . ولغويا سرس سرسا ؛ أي ساء خلقه ، وهم صنف من الناس يكثر وقوع الشر منهم .



أما الزعرنة ؛ ومفردها زعرور ، وتعني سيء الخلق ، وبذلك فإن الزعرنة والسرسرية مسميان لخلق واحد من الناس . وقد أصبحت السرسرية والزعرنة ليس نمطا سلوكيا وحسب ، بل أسلوب حياة لفئات من الناس للتكسب ، ونشأت على غرار هذا النمط عصابات وأحزاب ، وباتت ثقافة السرسرة لها وجوه عديدة ، فلم تعد تنحصر في تلك الفئات الواضحة من العاطلين والمتسكعين بل تنتعش في فئات اجتماعية جل ما يعرف عنها أنها محترمة – ولكن في حقيقة الأمر سرسرة مخفية –وراح يمارسها في السر غير المحترفين بثقافتها كوسيلة للنهب والتكسب ، وأضفوا عليها مسميات تهذيبية تفاديا من أن يقال عن أحدهم أنت سرسري ، حيث لا يليق بالمقام مما يظلل على الناس معرفة السرسري الحقيقي وهل هو ذاك المبتلي بعاهة سلوكية تربوية ، أم هو ذاك المسكين العاطل عن العمل ؟ فحملته الفاقة على الانحراف عندما سدت مكاتب التشغيل أبوابها في وجهه .



وهل غدا السرسري الحقيقي متخفيا بثياب المحترمين ودخل على أهل الصنعة ؟ ومن أمثلتهم التي لا تحصى : التجار الصغار منهم والكبار الذين يخفون السلع التموينية الأساسية من الأسواق ، ويتحكمون بقانون العرض والطلب لرفع الأسعار على المواطن المسكين بشكل مضاعف دونما رقابة تموينية من الحكومة ، ويضعون المستهلك أمام خيار إجباري صعب لا حول له فيه ولا قوة ، ويجبر على شراء المادة التموينية التي تباع على مبدأ الثقافة السرسرية المخفية المحمية بمظاهر وهمية من خلال أناس تزين أعناقهم ربطات عنق من أجمل الربطات ، ويلبسون أفخم البذلات والقمصان والأحذية ، وأصبح دستورهم (حلال على الشاطر ) .



إن السرسري الخفي ، يتسكع في النهار ويتمتع في الليل ، وقد ساعد على سرسرتهم جهاز تعليم الكذب ( الخلوي ) ، وشعارهم التعرف على كل مسؤول جديد ، والدخول في قلب كل غشيم ، ويميلون رقابهم على أجهزة الخلوي ، ويخاطبون شخصيات وهمية ( أبو فلان وعلنتان ) مما يوهم البلهاء والسذج بالكذب الأصفر وينالوا منهم ما يريدوا .



هؤلاء الذين يدعون بقدرات هائلة لا خير فيهم ، وحليبهم كحليب الجحشة الذي لا يصلح إلا لكرها ، وخيرهم للناس كخير أخيهم بالرضاعة ، فلا بد من الحل وإيجاد قانون يردعهم للتخلص من شرورهم كالقانون التركي الخاص بمكافحة السرسرية والذي أقره مجلس النواب التركي في عام 1909 م ، والذي يقضي الضرب بالسياط التي لا يتأدب هذا الصنف إلا فيها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد