كيان تمزقه مصالح الكبار

mainThumb

22-06-2025 01:34 PM

ظنّ الكيان أنه سيديم تمزيق البلاد العربية، ويسهّل التعامل مع أنظمتها ويسيطر عليها من باب الحماية ودرء الخطر عنها، ثم إقناع الشعوب بالواقع الذي سيصنعه الكيان وإيهامهم أن الأنظمة المصنوعة هي هوية وجودية لهم، يحميها الكيان!! ولذلك يتوجب المحافظة عليها، ولم يضع في حسبانه أن القوى الكبرى لن تسمح له بالسيطرة على هذه المنطقة لأهميتها الكبرى، وأنها ميدان حرب طويلة بين القوى الكبرى، وهو مجرد كيان وظيفي لا ينبغي له ان يناطح الكبار، لذلك الغرب وأميركا غير مكترثتان لما يتلقاه الكيان من ضربات قاصمة تعيده الى حجمه الحقيقي وستنهيه، بعد الادوار التي ينفذها لاميركا التي تشبه الدب الأحمق الذي يختبئ وراء ثعلب يغمض عينيه ليشعر أنه لا يراه أحد!!.

أمر آخر يتعلق بالواقع الدولي الذي بدأ يتغير ولم يعد كما وضعه الغرب قبل مئة عام، لأن القوى الدولية ثم المصالح الاستعمارية لم تبق كما كانت لحظة إنشاء الكيان، والاعبون أيضا تبدلوا، وعندما بدأ الكيان يتصرف كدولة عظمى بدون استحقاق -فهو يعتمد على الغرب وأميركا في استمراره- وليس له الحق بأن يُظهر أجندة مغايرة عن أجندة داعميه من ناحية المصالح، وهو ما كشفه الكيان في حربه على غزة، وكذلك حربه مع إيران، من أنه تمادى في تجاهله لداعميه وأنهم مفروض عليهم دعم أجندته الصهيونية، حتى أصبح لا يُعرف إن كان راعيه يتخفى وراءه أم يدفعه كطعم يجس به مدى قوة الفريسة ليحدد موقفه منها، المستعمر الرأسمالي لا يقبل أن يكون للكيان أجندته الخاصة والتي تضر بمصالح الراعي وبالاخص فيما يتعلق بالشعوب التي اكتشفت إجرام أنظمتها وخضوعها لأمبراطورية الشر المخفية، ولولا إجرام الكيان لظل الناس نائمين ويحلمون، بمستقبل جميل لن يأتي.

الأوروبيون أصحاب فكرة إنشاء الكيان، تنكر لهم الكيان عند أول اختبار حقيقي له، وربط كل مصالحه بأميركا، معتمداً على ولاء الأوروبيين للصهيونية وأنهم متى يطلبهم يأتوه كالعبيد، لكنهم تضرروا من التغول الأميركي وتجاهل مصالحهم، فرفعوا عنه أيديهم مرحلياً، وتركت أميركا تظفر "بزق الحيات والعقارب" ، حتى إذا كادت تقتلها ستنفضها عنها خارجياً، وتمضي الى مصالحها بمعزل عنه، بل أميركا ورطته بحروب ألبت عليه العالم، وها هي تصل الى هذه المقاربة، فلعنة الكيان تلاحقها أينما ذهبت.. أميركا لم تحسم أمرها في غزة فقفزت الى اليمن، ثم نجحت في سوريا، فصارت تشرئب الى العراق التي جربت نفسها فيها سابقاً وفشلت، فهل يمكن أن تنجح الآن في ايران مع جدية اللاعبين الجدد المصممين على ضربها على"خشمها" وردها إلى حظيرتها؟!.

إذن ما الذي سيفعله الكيان الغارق الآن في أحلامه التوسعية التي تعداها الزمن وبددها الصراع على الارض، وذاقت "المدللة" التي تعودت على أن راعيها كان يذلل لها الفريسة وتمارس عليها بطولاتها الجوفاء وتعود بدون خدش، أما الآن صارت تُضرب وتُحقر من كل شعوب العالم، وراعيها الأخير هرم وما عاد يقوى على مواجهة قوى شابة وقوى استعادت عافيتها ولها أنفة وكبرياء وكرامة ولا تقبل بالرضوخ لها، والفرق شاسع بين 2003 و2025 والهزيمة ستكون أوسع وأعمق..

ورطة أميركا أنها طلبت من الكيان مساعدتها في السيطرة على بلاد العرب وإبعاد المنافسين، لكن الكيان فشل، بسبب أجندته المتطرفة وتجاهله وجود العرب والمسلمين، وإن كان تأثيرهم بسيط إلا أن اشتداد الصراع الدولي سيجعل لهم ثقلاً، بسبب التحالفات المصلحية بين شرق آسيا والشرق الأوسط ويدعمه المتضررون الاوروبيون، ولهذا بدأ يؤثر على قوة أميركا ويرجح الكفة لصالح منافسيها، لذا رفعت أميركا يدها قليلاً عن الكيان، لتتفرغ لما هو أهم، وتركته يغرق في دماء غزة، ومواجهة ايران، وبسبب تطرفه وعنجهيته، أعطى نتائج عكسية فلا هو دعم أميركا في تنفيذ مخططاتها، ولا هو يستطيع العودة إلى شياطينه الأوائل "الأوروبيين"!! وحتى لو عاد لهم فلن يفيدهم بشيء ولن يعيد لهم أنظمتهم في المنطقة التي تتأرجح بين الاوروبيين وبين أميركا والصين وروسيا.

الكيان فقد كل أوراقه ليكون دولة فاعلة في الصراع الدولي بل أصبح وصمة عار دولية، قد يجر الدمار لأي دولة لها مصالح وتريد الاستفادة تجاريا من الاستقرار الدولي، بعد جرائمه في غزة، ولن يستطيع اقناع العالم بأنه دولة يمكن أن تخطئ، ثم تعود دولة في النظام الدولي على ما كان منها، لكنه أصبح في عيون شعوب العالم كيان عصابات إجرام ترفض وجوده كل الشعوب، والأنظمة التي تسمى نفسها ديموقراطية، لا تستطيع تجاهل توجهات شعبها مهما كانت مجرمة وبالأخص أنها فقدت الكثير بسبب الهيمنة الأميركية..


البلطجة الأميركية تستطيع حماية الكيان على المدى المتوسط، ولكنها بهذه العنجهية التي استعدت كثير من الدول ضدها وضد الكيان والأهم أنها استعدت شعوب العالم وافقدت شعب الكيان الثقة باستمراره، وقد تسفر السياسة الأميركية المازومة وحليفها "الكيان" الذي سقطت كل الاسوار من حوله، عن زواله لان فضائحه ستتبرأ منها كل دولة تريد استقرارها الداخلي ومصالحها الخارجية..

فرنسا الراعي الأول لفكرة الكيان، عملت ضد نتنياهو دوليا في السر والعلن، ولن تنسى وقاحته معها عندما كان يُحس بنفس أميركا معه. أما المعسكر المناوئ لأميركا "الصين وروسيا" فموقفها بدأ يتضح من "الكيان"، بعد تعديه حدوده وتدخله في كل مكان حتى في الحرب الروسية الأوكرانية، والأهم أن الأوروبيين باستثناء بريطانيا بدؤوا يغازلون الصين، نكاية بأميركا التي تنهش فرائسهم حول العالم، فامام هذا الواقع الدولي، الكيان هو الخاسر الأكبر والوحيد، لأن اطراف النزاع لا يريدون المواجهة السريعة والحسم، فالكلفة في هذه الحالة كبيرة والانفلات قد يؤدي الى كوارث على الطرفين، لذلك هم يجزئون المواجهة حتى لا تخرج الامور عن السيطرة..
وفي المحصلة الدول الراسخة تبقى والكيانات الطارئة الى زوال..!!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد