العقبة .. بين دفء الأمن وطيش الصواريخ

العقبة ..  بين دفء الأمن وطيش الصواريخ

11-08-2010 07:00 AM

رماة الصاروخ الذي ضرب العقبة، يحاولون أن يعاقبوا الشعب الأردني على إخلاصه لوطنه، وهم أيضاً يحسدوننا على نعمة الأمن والاستقرار، وعلى الحياة الكريمة، والازدهار والتقدم الذي ننعم به، يرون في ذهاب الأطفال إلى المدارس علامات اطمئنان يجب أن لا تستمر، وحركة البناء والنهوض مؤشرات رخاء يجب أن تتوقف، وصناعة السياحة دلائل خير يفضل تدميرها.



يغيظهم موقف الأردن السياسي الوسطي المعتدل، ويقضّ مضاجعهم شبكة العلاقات الدولية الحميمة، ويزعجهم وقوفنا إلى جانب أهل فلسطين الأشقاء، ويعكّر نفوسهم قوة الجيش المصطفوي وحذر الأجهزة الأمنية الساهرة، ويحرق قلوبهم هذا التلاحم الشعبي الهائل عند كل محنة يتعرض لها الأردن.



الأردن بلد أسّس على التقوى، والعدل، والنزاهة، وتعالى عن الدسائس والفتن والتآمر، وترفّع عن الضغائن والاصطياد في المياه العكرة، وغضّ الطرف عن الإساءة، هذا البلد عملاق بالقيادة الحكيمة، وصامد بالشعب الوفي، وقوي بهذا الدرع الحارس للحدود والوجود، وبذلك نكون واثقين أن الأسلوب القتالي محكوم عليه بالفشل، أما باقي أشكال التهديد فهي محاولات يأس، وبوادر إحباط، وأعراض حرارة عالية.



الخروج على القانون، والعبث بأمن الدول، يبدأ كالرضيع الذي يتغذى بالسم، يتلون كالحرباء، يدفن رأسه كالنعامة، ينام كالثعلب، يكبر زاحفاً كالسلحفاة، أهدافه أن يعودوا بنا إلى الجاهلية الأولى نعبد الأوثان، نركع لصنم مصنوع من التمر، نطوف حول هُبل، يعيبون علينا أننا نعبد الله، نتحرر من الرق، نتطاول على الجهل، ترتفع قاماتنا بالحرية، تسمو أفكارنا في محراب رب العالمين.



مطلقو الصواريخ عقيدتهم ولاية الفقيه، لهذا يمنعون الاختيار، ويحاربون العلم، ويصطدمون بالرأي الآخر، يختارون الظلام، يخافون التغيير، يحافظون على التخلف، يقاومون الثورة على موروث الاحتكار، يغدرون بالآمنين ويختفون عن سيف العدالة إلى حين.



استراتيجيتهم العمل لأسياد لهم، ينفّذون سياسات مرسومة، يباشرون خططاً مفروضة، يعزفون لحناً مكروهاً، يرقصون في ثوب مستعار، وبعد انتهاء الحفل يكتشفون أن الثمن مدفوع من طموح أطفالهم، ومختوم برهن أحلامهم، ومطبوع بكشف مستقبلهم.



ستبقى العقبة آمنة، تعيش بين دفء الشاطئ، وهدوء الموج، وسكون الرياح، تنام قريرة العين، مكحلة الرموش، تخطو على رمال الكبرياء، غير آبهة بطيش الصواريخ ولا بتائه الرصاص، فالقتل خيار خاطئ لا يحتمل الصواب، والحياة الحرة صواب لا يحتمل الخطأ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد