مستشارية العشائر إلى أين ؟

mainThumb

19-08-2010 05:00 PM

      
استحدثت مستشارية شؤون العشائر والبادية الأردنية لترعى شؤونها، حيث أعطى جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين رحم الله اهتماما ً خاصا ً بالعشائر الأبية والبادية الأردنية، فقد قال جلالته في كتابه (مهنتي كملك): (فجدي الذي كان بدويا ً بقلبه شديد الحب للبادية إلى حد كان ينصب الخيام في حدائق قصره ويقضي جزءا ً كبيرا ً من وقته فيها). إلا أننا نجد هذه المستشارية في الوقت الحاضر، لا تخدم إلا فئة قليلة من أصحاب النفوذ والجاه، بينما الشريحة الكبرى من أبناء البادية لا يعرفون البتة عن مهامها ودورها في رعاية شؤونهم وتوجيههم الوجهة الصحيحة، بعكس ما كانت عليه في السابق، لأنها تخلت عما تقوم به من تفاعل ايجابي وحقيقي مع أبناء البادية، وأصبحت مسمى وهمي وشاغر لموظف، فانعدمت الثقة بين أبناء البادية الأردنية والقائمين على هذه المستشارية، بسبب الاحباطات والانحيازات الإقليمية الضيقة التي يتعامل بها موظفوها، الذين يمثلون منطقة جغرافية واحدة وغير مؤهلين التأهيل العلمي، واختيارهم كان للمنفعة الشخصية فقط.



فأبناء البادية، جارت عليهم الظروف وحرموا ردحا ً من الزمن من تبؤ المراكز القيادية في بلدهم، وهم لا يزيدون على أبناء الشرائح الأخرى من الشعب الأردني في خدمة بلدهم ومليكهم، ولكن لا بد من دور لأبناء البادية ليتسنى لهم تقديم الخدمة لهذا البلد المعطاء بقيادته الهاشمية المظفرة.



والأمر الذي يحتاج إلى معالجة، هو صعوبة اللقاء بمستشار العشائر، الذي لقب بهذا اللقب من أجل لقاء أبناء العشائر والسماع لهمومهم، ومشاكلهم، ووضع الحلول المناسبة، أو نقلها إلى صاحب الجلالة .



أرجو من معاليه التلطف بحمل هذه المسؤولية الكبيرة، وهي أمانة في عنقه إلى يوم الدين، فلا بد من وضع برنامج محدد ومعروف للجميع وليس لخاصته وبطانته المعروفة .



فكم من صاحب قضية أو مشكلة يريد لقاء المستشار، لكن اللقاء يطول وتتفاقم المشكلة. والسؤال الذي يطرح نفسه أين اللقاء مع أبناء العشائر؟ من أجل التداول والبحث في قضية ما (القتل أو الجلوة أو العرض).



نتمنى من القيادة الهاشمية الحكيمة، الرؤى الحقيقية لهذه المستشارية، ووضع آليات عمل، ورسم سياسات واضحة، ومهام من خلال إصلاح الكادر الإداري، لتحقيق مخرجات تنسجم مع العشائرية الحديثة، والتواصل لحل القضايا الاجتماعية الخطيرة والتفاعل مع أبناء العشائر الأردنية.



ونحن أبناء البادية الأردنية، سنبقى جند أبا الحسين الأوفياء والمخلصين الذين نذروا أنفسهم في خدمة وطنهم ومليكهم، ونسأل الله أن يحفظ جلالته ذخرا ً وسندا ً لنا وتبقى شمسه مشرقة علينا دائما ً.

Fahd.hathal@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد