حكاية الفأر الذي تحول الى نمر

mainThumb

22-08-2010 08:02 AM

ماليزيا بلد مساحته 320الف كم مربع..وعدد سكانه27 مليون نسمه..كانوا حتى 1981م يعيشون في الغابات ويعملون في زراعة المطاط والموز والاناناس وصيد الاسماك.. وكان متوسط دخل الفرد اقل من الف دولار سنويا..والصراعات الدينيه(18 ديانه)الحاكم..حتى اكرمهم الله برجل اسمه (مهاتير محمد)..نشأ من عائلة فقيره وتعلم..ووصل الى عضوية مجلس الشعب عام 1964م..استلم رئاسة الوزراء عام 1981م لتبدأ النهضه الشامله.. اولا رسم خريطة لمستقبل ماليزيا..حدد فيها الاولويات والاهداف والنتائج التي يجب الوصول اليهاخلال 10 سنوات..



وبعد 20 سنه وحتى عام 2020م. ثانيا قرر ان يكون التعليم والبحث العلمي هما الاولويه الاولى على رأس الاجنده..فلماذا الجيش وكثرة قوات الامن له الاولويه وهم ليسوا بحالة حرب او تهديد.؟ ولماذا الاسراف على القصور ودواوين الحكومه والفشخره والتهاني والتعازي والمجاملات والهدايا. ثالثا اعلن للشعب بكل شفافيه خطته واستراجيته, واطلعهم على النظام المحاسبي الذي يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول الى النهضه الشامله. فصدقه الشعب ومشوا خلفه ليبدأو بقطاع الزراعه.. فغرسوا مليون شتلةنخيل زيت في اول عامين لتصبح ماليزيا اولى دول العالم في انتاج وتصدير زيت النخيل. اما في قطاع السياحه..قرر ان يكون الهدف في 10 سنوات هو 20مليار دولاربدلا من 900 مليون دولار عام 1981م. لتصل الان 33 مليار دولار سنويا.



 لقد حول المعسكرات اليابانيه التي كانت موجوده من ايام الحرب العالميه الثانيه الى مناطق سياخيه تشمل جميع الانشطه الترفيهيه والمدن الرياضيه والمراكز الثقاقيه والفنيه لتصبح ماليزيا مركزا عالميا للسباقات الدوليه في السيارات والخيول والالعاب المائيه والعلاج الطبيعي و و. وفي قطاع الصناعه حققو في عام 1996م طفره تجاوزت 46%عن العام السابق بفضل المنظومه الشامله والقفزه الهائله في الاجهزه الكهربائيه والحاسبات الالكترونيه. وفي النشاط المالي فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافه امام الاستثمارات المحليه والاجنبيه لبناء اعلى برجين توأم في العالم بضمان 65مركزا تجاريا في العاصمه كوالالمبور وحدها..وانشأ البورصه التي وصل حجم تعاملها اليومي الفي مليون دولار.



وانشأ اكبر جامعه اسلاميه في العالم اصبحت ضمن اهم خمسمائة جامعه في العالم يقف امامها الشباب العربي بالطوابير.. كما انشأ عاصمه اداريه جديده(بوتراجايا) بجانب العاصمه التجاريه كوالالمبور التي يقطنها الان 2 مليون نسمه ولكنهم خططوا ان تستوعب 7ملايين عام 2020م, ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعه تسهيلا للسائحين والمقيمين والمستثمرين الذين اتوا من الصين والهند والخليج ومن كل بقاع الارض, يبنون الاف الفنادق بدأ من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار بالليله. زاد دخل الفرد من 1000دولار بالسنه عام 1981م الى 16000دولارسنويا..



وان يصل الاحتياطي النقدي من 3 مليار الى 98 مليار..وان يصل حجم الصادرات الى 200مليار سنويا..ولم يتعلل هذا الانسان الصادق بانه تسلم الحكم في بلد به 18ديانه,ولم يعاير شعبه بأنه تسلم الكرسي عام 1981م كان عددهم 14مليون ولان اصبحوا 28مليون, ولم يتمسك بالكرسي حتى اخر نفس او يطمع في توريثه لابنائه او احد اقاربه. ففي عام 2003م وبعد 21سنه قرر بارادته المنفرده ان يترك الجمل بما حمل رغم كل المناشدات, ليستريح تاركا لمن يخلفه(خريطة طريق) وخطة عمل اسمها عشرين..اي شكل ماليزيا عام 2020م والتي ستصبح رابع قوه اقتصاديه في اسيا بعد الصين واليابان والهند.



 لهذاسوف يسجل التاريخ ان هذا المسلم لم ترهبه اسرائيل التي لم يعترفوا بها حتى اليوم, كما ظل ينتقد نظام العولمه الغربي بشكله الحالي الظالم للدول الناميه , ولم ينتظر معونات امريكيه او مساعدات اوروبيه, ولكن اعتمد على الله ثم على ارادته وعزيمته وصدقه وامانته..وراهن على سواعد شعبه وعقول ابنائه ليضع بلده على(الخريطه العالميه) فيحترمه الناس ويرفعوا له القبعه. وهكذا تفوق هذا المخلص بمهارته وحبه الحقيقي لبلده واستطاع ان ينقل ماليزيا التي كانت فأرا الى ان تصبح نمرا اسيويا يعمل لها الف حساب.. اما حكوماتنا المتعاقبه بسياساتهم الضريبيه والتي لايعرفوا غيرها حولت الاردن من الاسد الى نمله. والله المستعان. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد