شهر رمضان يقهر العولمة

شهر رمضان يقهر العولمة

02-09-2010 06:04 AM

في زمن تلقي العولمة بظلالها على مناحي الحياة كلّها لم يسلم أحدٌ من الاثار السلبيّة الناتجه عن صهر الحدود وصبغ العالم بسمات مشتركة بتغليب الماديّة والحياة العاجلة على أية قيم مطلقة، واختزال الإنسان في بعده المادي الاستهلاكي .فيأتي ديننا الحنيف بعباداته المختلفة مخلصاً المسلمين من القيم المادية الدنيويّة ليسمو بهم بالتهذيب والترفّع عن دنايا الأمور ليصلوا إلى مجتمع إنساني رفيع.



 الإسلام بشرائعه وآدابه , والمسلمون بعباداتهم وسلوكهم يوجهون تحديا صارخا في وجه العولمة المعاصرة ,وأكثر ما يكون في شهر رمضان في صيامه وقيامه وبدعوته للتعون والتآزر. صوم رمضان ركن من أركان خمس لدين عالمي في دعوته يزلزل أركان العولمة المعاصرة ويمحو آثارها أو أجزاءها المختلفة وإذا ما نظرنا لهذه الأجزاء وكيف قابلها الصيام بالدواء الشافي للداء المستشري.



فخضوع الإنسان لله والخشيه منه والقيام بطاعة الخالق مع الحرية المسؤولة تعطي للإنسان الشعور بإنسانيته الممزوجة بالراحة والرضا نقيض أن يكون الإنسان عبدا للقوانين البشريّة الوضعية وما تسبغه على حياته من الشعور بالذل والحرمان . والصيام يوجه شهوات الإنسان توجيها رائعا محققاً انتصارًا لإرادته مما يعني الانتصار لوجوده وذاته في المقابل تأتي العولمة بتعاملها مع شهوات الإنسان تعاملاً وضيعاً حيوانياً يشعر الإنسان بالضياع.



 وبصنائع العولمة بالإنسان بتحويله نحو الأنانية والفردية والكبر والقطيعة والبخل والانعزال وسعيه المفرط للكسب والمطامع الدنيويّة والعنف والغضب والانتقام والاباحيّة وتفكك الأسرة والتفرقة وغيرها من القيم السالبة التي تحطّ من قيمة الإنسان والمجتمع,يأتي شهر رمضان ليرفع المسلم من وحل هذه القيم إلى المدارك الإنسانية المخملية الناجعة مولداً الإيثار والمحبة والشعور بالآخرين ومساعدة المحتاجين والتعاون الإيجابيّ وتماسك الأسرة وتعزيز دور الأب والأم ونشر أجواء المحبة والتآلف والتواصل بين الأقارب والجيران وبثّ مفاهيم التسامح والعفو والتواضع وقبول الآخر مما ينتج مجتمعاً متآلفاً متكافلاً يعود بالقوة لأهله. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد