امرأة عاملة"1"

امرأة عاملة"1"

11-09-2010 07:00 PM

تطورت الحياة واختلفت المقاييس وتغلغلت الاختلافات وتسربت ونمت في أدق تفاصيل حياتنا إلى أن أصبحت جزءاً مهما وأساسياً منا ، لقد طرق الكتّاب و النشطاء في حقوق المرأة والجمعيات النسوية موضوع العنوسة و تحدث الكثير من أهل علم الاجتماع عن التأخر في سن الزواج ، ولا أريد هنا الخوض في هذا المحيط الذي تكثر أسماكه ( أسبابه ) على ما اقصد .



 لكن أعرجُ هنا على أمرٍ أصبح فيما يقرب من الظاهرة الاجتماعية التي غرست أظافرها في المجتمعات ومنها مجتمعنا الأردني الحبيب ، في الأرياف والمدن ، يُطرح السؤال التالي الذكر على محمد أو حسن أو علي وجميعهم ممن قاربوا على سن الثلاثين أو تجاوزوه لماذا لم تتزوج بعد ؟ وكان الجواب فيما سبق وكان ( تانلاقي بنت الحلال ) وكان جوابا منطقيا حيث أن مفهوم بنت الحلال كان يتضمن (بنت حلوة ) و من عائلة مستورة أو متعلمة أو بنت توافق على الزواج من الشخص المذكور.



ألان تعيد نفس السؤال على نفس الأشخاص لا اختلاف في نص السؤال ولا من يُسأل لكنك تُصدم بنص الجواب فقد أصبح الجواب ( تانلاقي وحده موظفة) .... لا مجال لأحدٍ أن ينكر أن الحياة والظروف الاقتصادية في كل الأرض قد تغيرت وان أعباء الحياة قد زادت وأصبحت ثقيلة جدا لكن ليس لدرجة أن أوقف مستقبلي وأنا انتظر الموظفة .. ليس لدرجة أن نغير من مفهوم الرزق بدل أن نجعل الرزق على الله نربطه بالموظفة .. نعم الفتاة العاملة نصير للرجل على الدنيا تساعد في الحياة الاقتصادية الزوجية ،



أما أن يصبح الزواج مرتهناً بالفتاة العاملة -إلا ما ندر وما رحم ربي – تجد الشاب يتخلى عن كثير من مقومات فتاة الأحلام مقابل جملة ( ما هيه موظفة ) فالجمال لم يعد أساسياً والحسب والنسب ( لا تدقق كثير ) أما العمر ( مش فرق سنتين ثلاث ) المهم الراتب ( بطاقة الصراف ) . هل تغير مفهوم الزواج من سكينة واستقرار وبناء أسرة إلى تجارة وبحث عن الراتب لقد اختلف موقع النظر للفتاة من شكلها وقوامها وخلقها وأهلها .. إلى إصبع يدها اليمين بعد أول أسبوع من التعيين. ألا يؤدي هذا إلى تأخير سن الزواج ، فالشاب ينسى سنين عمرة في البحث عن الفتاة الموظفة لتكون المعين له على الحياة ، والفتاة يسرع بها قطار العمر وهي تبحث عن الوظيفة لتكون المعين لها على الزواج. وللحديث بقية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد