عيد الأطفال .. عيد مبارك

mainThumb

07-09-2010 09:44 PM

أيام وينقضي شهر الصوم ، ويأتي عيد الفطر المبارك ، الأعياد التي ينتظرها الأطفال ببالغ الاشتياق ، فذكرياتهم عنها أنها أيام تجديد وشراء الجديد ، وزيارة الأهل والأقارب ومدينة الألعاب ، وأداء صلاة العيد في المساجد مع الجميع، وأخذ ( العيديات ) ولقاء الأصدقاء والرفاق ،وكل هذا رائع وجميل بالنسبة لهم.

 

     فيما يستعد الأطفال لقطف فرحة العيد ، يكون الآباء والأمهات في حالة من التفكير الحثيث تشبه خلية النحل المشغولة جداً بأعمالها ، وخاصة في هذا العام على وجه الخصوص ، فمصاريف رمضان الكريم وتليها مصاريف العيد ثم بدء دوام المدارس ، كلها مصاريف ثقيلة متتالية على عاتق الأسر المتوسطة والتي أنهكها الغلاء في المعيشة ، فمنذ شهرين على الأقل والوالدان يحاولان ضبط مصاريفهما بشدة وتقديم الأولويات والأهم فالمهم ، ليخرجا من هذه الفترة بأقل الخسائر !!

 

     طبعاً كانت البداية بمصاريف رمضان وغالباً كان هناك توفير( إجباري ) لدى أغلب الأسر ، بسبب ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية فكان الاكتفاء بالحدود الدنيا التي تساعد الصائم أن يستمر بصومه ويحتمل لليوم التالي . وكلما اقترب الشهر الفضيل من نهايته ، يبدأ الوالدان يبحثان لأبنائهما عن ملابس العيد بأسعار مناسبة حتى يمكنهما أن يشاهدا تلك الفرحة في عيون أغلى من لديهم ، وفي نفس الوقت يجهزان الكتب والقرطاسية وحقائب المدرسة و الزّيّ المدرسي واللوازم الأخرى .

 

    كما لا بد من القيام بواجب ضيافة العيد ، فالقهوة السادة وكعك العيد والشوكلاته ضرورة كتعبير عن مظاهر الفرحة التي بت تقرأ غيابها عن معظم الوجوه من البالغين ، فأغلب الآباء لم يتمكن من شراء شيء مهما كان بسيطاً لنفسه ، فلا يزال أمامه عيديات الأطفال والأخوات والأمهات والأرحام ، وهذا أيضاً يعتمد على عددهم ، فكان لزاماً على الأسرة أن تترك جزءاً من دخلها لهذا الأمر .

 

        ومع هذا كله ، لا يزال كل مواطن منا يحلم أن يقدر أن يرى الفرحة تشرق على وجه أطفاله وأحبته ، فينسى معاناته ولو لأيام قليلة ، يعود بعدها إلى مطحنة الحياة الدائرة ، فيدخلها راضياً ومُسَلِّماً بأنه قام بما عليه من واجبات وفق إمكاناته مهما كانت !!

 

    ولكن طبعاً لا يفوتني أن أذكر هنا أن للعيد معنىً إنسانيّ أصلاً ، وهو اشتراك عدد كبير من المسلمين في فرح وسرور في وقت واحد دلالة على توحدهم وإعلاناً لكثرتهم وهيبتهم ، فتقوى روابط التآخي والأفكار وتتلاقى الأرواح في طاعة الله ومحبته . ولهذا رخص الرسول الكريم للمسلمين إظهار الفرح وتأكيده بالغناء وضرب الدفوف واللهو المباح ، وقد سمح لجاريتين عند عائشة رضي الله عنها بالغناء فقال لأبي بكر : "دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم".



        في نهاية كلماتي أتقدم بالتهنئة من الجميع وأقول :  " تقبل الله منا ومنكم الطاعات ، وأفرح قلوبكم ، وأعاد العيد المبارك علينا وعليكم وعلى أمة المسلمين بخير وسلام ، وكل عامٍ وأنتم بألف خير " 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد