اعطوا الطريق حقه

mainThumb

08-09-2010 07:00 PM

أَعْطوا الطّريْقَ حَقَّهُ لَمْ تَعُد أَرْصِفَةُ الشوارِعِ كما كانَتْ مِنْ قَبل!! فَقدْ اخْتَفى أَكثَرُها إلى حَدٍّ ما؛ ففِي أَوقاتٍ كثيرةٍ لا تَكاد تَرى موْضِعَ قدمِكَ بسبَبِ كثرةِ ما وُضِعَ عليها مِنْ بَضائِعَ، وهيَ ما اصْطُلِحَ على تسْميتِهَا "بالبسطات"؛ فقدْ تَحوَّلَ الرَّصيفُ إلى أَماكِنَ يَعْرِضُ فيها بَعضُ الباعَةِ بضائِعَهُم مُتجاهلينَ الغايةَ الأَساسيّةَ التي وُجِدَ من أَجْلها الرَّصيف.



ظاهرةُ البسطاتِِ في شوارِعِ مُدِنِنَا وأَرْصِفَتِها لا تَخْتَفي مُعظم أَوقاتِ العام؛ إلا أََنَّها تَبْرزُ بشكلٍ أَكْبر في الأيامِ التي تَسْبقُ الأعياد!! ومِنْ هُنا فإنَّكَ إذا أَردتَ الخُروجَ إلى السّوقِ فإنَّهُ يجبُ عليكَ أَنْ تُعدَّ العُدّة، وأَنْ تأخذَ الاحتياطاتِ اللازمةَ لكي تتمكّنَ مِنْ إنجاز مُهمَّتكَ بالكامل؛ فمثلاً: عليكَ أََنْ ترْتَدي ملابسَ رياضيّةً وحذاءً رياضياً أيضاً؛ لأَنَّك قَدْ تَضْطرُّ في بعضِ الأَحيان إلى ممارسَةِ بَعْضِ أَنْواعِ الرّياضَةِ كرياضَةِ القَفْزِ مثلاً! وقَدْ تَجدُ نَفْسَكَ مُُجْبراً على زيادةِ طولِ خُطْوَتكَ حتَّى تَعبُرَ الحواجِزَ وتَجتازَ العوائِقَ بسلام،



 أمَّا أَنْتِ سيّدَتِي فكانَ اللهُ في عونِكِ.... إنَّ أَمْرَ السيرِ على الرّصيفِ قَدْ خَرجَ مِنْ نِطاقِ حُرّيتِكَ؛ فَفي أَحيانٍ كَثيرَةٍ تَجدُ نَفسَكَ مُضطرَّاً إلى تَغييرِ وجْهَتِكَ بسبَبِ تلكَ البسطات، ولوْ حاولْتَ أَنْ تُعلّقَ وتَقولَ شيئاً تَعْبيراً عَن استِياءِكَ مِن هذا الوَضْعِ، فإنَّكَ قَدْ تَسمعُ (مِن بَعْضِهِم) ما لا يُرضيكَ مِنْ أَلْفاظٍ وعباراتٍ قَدْ تَصِلُ إلى حدِّ الشتائِمِ!!! فأنْتَ تَتَعاملُ مَع فئةٍ قبِلَت على نَفْسِهَا التَّجاوزَ ومُخالفَةَ القوانين وسَلْبَ حَقِّ المُواطِنِ في استعمالِ الرَّصيفِ؛ لذلكَ فإنَّ تَعرُّضُكَ لتِلكَ المُمارساتِ مِنْ بَعْضِ هؤلاءِ ليسَ بالأمرِ البَعيدِ!!



وإنْ اكتفيْتَ عَزيزي بالإشارَةِ فإنَّهُ غالِباً ما يَتَحتَّمُ عليكَ انتظار الردِّ؛ لأنَّهُ إنْ تَنََبَّهَ إليْكَ أََحَدُهُمْ فإنَّكَ لنْ تَمرَّ مِنْ دون أَنْ تَسْمعَ الرّد! ولكنْ بالكلامِ وليْسَ بالإشارَةِ؛ وهُم في الغالبِ يَتَمتَّعونَ بدرجَةٍ عاليَةٍ مِن الانتباهِ، إذْ لوْ لَمْ يَكونوا كذلكَ لفَقدوا بعضَ بَضائِعِهم أَو لأَفلتَ مِنْهُم أَحدُ الزبائنِ لِيتلقَّفَهُ صاحِبُ بَسطَةٍ مُجاورةٍ!



 ما أَردْتُّ أَنْ أَقولَهُ: إنَّ للطريقِ حَقاً وهوَ حَقٌ نَصَّ عليهِ الإسلامُ؛ وأثبتَتُهُ قِيَمُنا وأَخْلاقُنا!! فأينَ هؤلاءِ مِن تعاليمِ دينِنَا وقِيمِنَا وأَخْلاقِنا؟ وبأَيْ حقٍّ يَحدثُ كلُّ ذلكَ؟؟ حلولاً وإجراءاتٍ كثيرةً تَتَّخذُها الجِهاتُ الرّسميَّةُ المُخْتصّةُ للحَدِّ مِن الظاهرةِ والقَضاءِ عليها؛ إلّا أنَّنا نُلاحِظُ أَنَّ المُشْكلةَ ما زالَتْ قائمةً، فَقبْلَ أيَّامٍ قليلَةٍ قامَتْ أمانَةُ عمَّانَ مشكورةً باتِّخاذِ قرارٍ بتخصيصِ ساحاتٍ خاصةٍ لأَصحابِ البَسْطاتِ والباعةِ المُتَجوّلينَ في أماكِنَ مُختلفَةٍ مِن العاصمَةِ عَمّان عَلى أَمل أَنْ يَلْقى هذا القرارُ تعاوناً واستجابةً مِنْهم!!



وهذِهِ دعْوةٌ مِنْ هذا المِنْبَرِ الحُرِّ لأَصْحابِ "البَسْطاتِ" للالتزامِ بالأماكِنِ المخصّّصَةِ لعَرْضِ بضائِعِهِم، وعلى جميعِ الأَطرافِ أن تَتَعاونَ للتخلُّصِ مِن هذِهِ الظاهرةِ، ولِنتَعامَلَ مع شوارعِ مُدِنِنَا وأَرْصِفَتِها بِطريقةٍ حضاريَّةٍ وبأُسلوبٍ عَصْريٍّ يَليقُ بأُرْدُنِّنَا الغالِي؛ ليبقى أنْموذَجاً يُحتذى كما أرادَهُ جلالةُ الملكِ عَبْدالله الثّاني حَفِظَهُ اللهُ ورَعاهُ. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد