العقال والشماغ

mainThumb

19-09-2010 05:00 AM


  عقال الجمل لتقييد حركته بما يتناسب مع سبب تعقيله , ويعني تعقيل الجمل أن تضم إحدى ذراعيه لبعضها بحبل مصنوع من الوبر أو الصوف , ومن هنا جاء العقال حيث أنه عندما كان البدوي يفك عقال جمله يضعه على رأسه فوق منديله أو عمامته , ليسهل عليه إعادة العقال على الجمل متى أراد ذلك , حيث كان شائعاً أن يربط شريطاً غير محدد اللون لتثبيت العمامة أو المنديل الذي يقي الرأس  حر الصيف وبرد الشتاء , والعقال أيضاً يقيد حركة البدوي العفوية ويبقيه متيقظاً , فتطور الأمر مع الزمن وصار تقليداً عند عامة آسيا العربية , والعقال كان متعدد الألوان فمنه البني والأبيض والأسود وبدرجات تحددها طبيعة لون الصوف أو شعر الماعز أو وبر الجمل ,  وأحب أن انوه إلى أنه ليس هناك علاقة بين العقال وضياع الأندلس , فلبس العقال تطور وتمدد تقريباً منذ 250 سنه , حيث أن الأندلس ضاعت منذ أكثر من 700 سنه , مع أن القصة جميلة انه لبس حزناً على الأندلس عندما أمر الخليفة العباسي كل رجل بأن يضع شريطاً أسوداً على رأسه حزناً على الأندلس .

 

وميل العقال على الجانب اليمين اخذ تأويلا وتفسيراً كثيراً واختراع قصص ونسبته لقبيلة ما لأن شاعراً ما قد أمتدح ميل عقل فرسان قبيلته ووو…الخ , ولكنه في حقيقة الأمر أنه عندما كان الفرسان يركبون خيولهم وإبلهم  ويكرون ويفرون في المعارك كان يميل العقال غالباً لجهة اليمين بغير قصد من الفارس , وإنما هي عملية بسيطة حيث أن الخيل أو الإبل ا أكثر ما تميل لجهة اليمين ومع القفز المستمر مما أدى إلى ميل العقال لجهة اليمين , وإن ما دعا إلى التفاخر بهذه الظاهرة حيث أنها كانت بمثابة شهادة للفارس بفروسيته , وبشدة بأسه  , ومن هنا أصبح تمييل العقال لجهة اليمين لكل معتز ومفتخر بشجاعته وبأصله النبيل , وهي عادة ليست حكراً على قبيلة ما , هي ظاهرة شريفة لكل فارس من أي قبيلة كان , وهي اليوم دلالة على أن مميل عقاله إما أنه فارس أو أجداده فرسان , أو أنه من قوات البادية الملكية .

 

" الشماغ " امتداد للعمامة , المنديل , الشال , غطاء الرأس , دخل ديار آسيا العربية مع بداية الاستعمار الانجليزي للبلدان العربية التي استعمرها , حيث كان يقدم كهداية قماش لرؤساء القبائل وعلية القوم , ويقال أن أول من أدخله المستشرق الانجليزي " شماغر" , ومن هنا جاءت تسميته الشماغ , ولما كان اللون الأحمر لونا مميزا عند العرب ومحبوباً عند البدو , إزداد طلب الناس له وولعهم به لما يمثله من أن مرتديه له هيبة ومكانة في المجتمع ,



فبدأ الانجليز يتاجرون به وأخذت المصانع  في الهند تصنعه ويأتي للجزيرة العربية عبر بحر العرب , ولكن انتشاره ظل ضعيفاً إلى سنة 1930 حيث   أن كلوب باشا قائد قوات البادية الملكية أدخل الشماغ الأحمر في اللباس الرسمي للجيش تلك السنه , لينسجم لباس قوات البادية مع تقاليد وتراث البدو , عندها ذاع صيت الشماغ وأنتشر في أرجاء العراق والأردن وفلسطين , والى باقي بلاد الشام فالجزيرة … ومما ساعد على انتشاره  في الجزيرة , , تشكيل قوات البادية الحضرمية عام 1941, هناك في حضرموت " اليمن الجنوبي " وكان ضباط تلك القوة من الأردن لتشكيل نواة قوة مرادفة لقوات البادية في الأردن , تشكلت من أبناء البدو القاطنين في جبال وأودية حضرموت , حيث كان لباس الرأس تماماً الشماغ الأحمر والعقال المائل لليمين يتوسطه التاج أو الشعار الملكي أو السلطاني .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

وفود دبلوماسية رفيعة المستوى تزور البترا في يوم السياحة العالمي

غوتيريش: اللاجئون الفلسطينيون اعتمدوا على الأونروا

قراءة المادة 368 عقوبات

روسيا تؤيد مقترح ترمب لحظر الأسلحة البيولوجية

احباط محاولة تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة

التعليم العالي تعلن عن منح دراسية في كوريا الجنوبية

تشكيلات أكاديميّة واسعة في الأردنيّة .. أسماء

اجتماع وزاري في نيويورك لحشد الدعم لاستمرار خدمات الأونروا

الإدارة المحلية: منع إطلاق النار أو تسميم الكلاب الضالة

اجتماع في وزارة الأشغال لمناقشة خطط تطوير جسر الملك حسين

وزير الاقتصاد الرقمي يزور الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية واللوجستيك

ابتكار أردني يضع جامعة الزرقاء على منصة التتويج الدولية

روسيا تمدد حظر تصدير البنزين حتى نهاية العام الجاري

بني مصطفى تُكرم عددًا من حفظة القرآن الكريم في مثابة دار الإيمان للأيتام

الدين العالمي يرتفع إلى مستوى قياسي عند نحو 338 تريليون دولار