إلى المعلمين في عيدهم
في يومك في الخامس من تشرين الأول تنحني لك الهاماتُ تحية إجلالٍ وإكبارٍ يا معلمنا الأبجدية ... يا حامل مِشعل النور والهداية ... أيها البحار في ليل الظلمات والجهل ... أيها الغواص في بحر الأشواك والخذلان والجحود!!
إنَّ طريق الألف ميل تبدأ بخطوة. ووِقفة عزٍّ وكبرياء من ثلة من المعلمين استردت لك حقوقاً طالما أنكرها الدهاة، مستغلين طيبتك، وإنكارك ذاتك، وأنَّك صاحب رسالة، لا صاحب دنيا ومنفعة وأجندات. سلبوك قاصدين، وحاربوك عامدين، وأنكروك رمداً بأعينهم. فلما رفعت الصوت خنسوا، وتواروا خلف الأستار، وحاولوا الكيد لك والبطش بك. فما كان الله لينصرهم على صاحب الرسالة، فحجزتَ لك مقعداً مع علية القوم، وأثبت حضوراً طالماً طمسوه!
مسيرة الكفاح في أولها، وما زال المعلم مظلوماً، بل إنَّ الظُلم يزداد، والكيد يأخذ مسارب أخرى، وطرقاً أخبثُ من ذي قبل، لأنَّ خفافيش الظلام تستكثر عليك أن تأخذ حقاً هو لك منذ الأزل، لأنَّ وجودها رهن بظلمك، وعلوها مشروط بخفضك، وترفها نظير فقرك وسحقك!
إنَّ غبار الطباشير الذي يلوث يديك وملابسك، هو وسام معركة النور التي تقودها ضد جيوش الظلام والإظلام. وإنَّ آثار الأقلام على يديك وشم يؤكد أنَّك ما تراجعت ولا نكصت. وملابسك المجعلكة، وشعرك الأشعث في نهاية يومك دليل أنّك أديت الأمانة، وما تكاسلت أو ركنت إلى الدعة، في حين يخرج أقوام كما يدخلون، بل يغدون خماصاً ويروحون بطاناً!
قد لا تكون المطالب المادية هي هاجس المعلمين الأول، ولا كل همهم، فإنَّهم يدركون أنَّ حُسن المعاملة، والتقدير، واحترام إنسانية المعلم، خيرٌ من كل أموال الدنيا. وعندما يجتمع حرمان وحرمان، فإنَّ الحمل يكون ثقيلاً، والمصيبة عظمى، والطامة كبرى!!
ما زالت أنصبة المعلمين لا تراعي أي أسس تربوية أو علمية أو حضارية؛ فكل المباحث سواء، وكل المراحل سواء، وكل الظروف سواء. وأعباء المعلم تزداد يوماً بعد يوم، والممنوعات والمحظورات تلتف حول عنقه تكبله وتقيد يده، والتعليمات والأنظمة تقعده كسيحاً بلا حول ولا قوة، يلقونه مغلولاً في اليم، ويحذرونه من البلل!
نَصَّبوا عليه مسؤولين، منهم من لا يعرفون كوعاً من بوع، فيهرفون بما لا يعرفون، ويتعرقلون بأرجلهم في رابعة النهار. يحسبون أنَّهم يفهمون وهم أبعد الناس وأجهل الناس، يستحقون الشفقة، ويستدرون الدمعة، ومع ذلك يكابرون ويعاندون ويتبجحون. تسلطوا عليك سدَّاً لنقائصهم، واستأسدوا عليك وهم أجبنُ من نعامة، وأضعفُ من بعوضة!!
إنَّ من أبسط حقوقك أن تُحترم وتُقدر في مدرستك ومديريتك ووزارتك، ولكنهم أمعنوا في ظلمهم، فعاملوك كالأغراب، وما كانوا لولاك، ولا وجود لهم إلا بك. يرفعون أصواتهم في حضرتك، ولو أنصفوا لخشعوا. وجلسوا وتركوك واقفاً، ولو كان عندهم بعض حياء لأجلسوك ووقفوا في حضرتك. يأمروك ولو اتبعوا الحق لأتمروا بأمرك، وما خرجوا عن طوعك!!
وإنَّي لأستنكر علي أي مسؤول تربوي مهما كان منصبه؛ ابتداءً بأقلّ موظف وإنتهاءً بوزير التربية والتعليم أنْ يهنأ بمكتب، أو أنْ يجلس على مقعد، أو ينعم بمكيف أو مروحة صيفاً، ومدفأة أو تدفئة شتاءً، وهناك معلم في أي مدرسة مهما شَطَّتْ أو نَأتْ لا يجد مقعداً يجلس عليه في استراحته، ولا يجد مكتباً يركن إليه أوراقه وكتبه ودفاتر تلاميذه، يَسُحُ عرقه صيفاً، ويتجمد وجهه شتاءً. فإنَّ عظمة المسؤول تتبدى في هكذا مواقف، وتتجلى نفاسة المعادن في مثل هذه الظروف!
وإذا كان الحديث ذو شجون، والألم يذكر بالألم، فإنَّ همَّ المواصلات يُثقل كاهل المعلمين، ويؤرق كاهلهم، وينكد عليهم عيشهم، خاصة وأنَّ بعضهم يتنقل يومياً ما لا يقل عن مئة كيلو متر داخل اللواء نفسه، وغيره لا تبعد مدرسته أو مكان عمله سوى أمتار معدودة. ومما يزيدهم رهقاً أنَّ من يأخذون بدل مواصلات لا يغادرون مكاتبهم، وإنْ فعلوا وتواضعوا فبسيارات الحكومة، أما المعلم فينتظر المواصلة تلو المواصلة، وقد تمرُّ به سيارات التربية ولا تُلقي له بالاً. أغلب موظفي الدولة يأخذون بدل مواصلات أو تقلهم سيارات حكومية، أما المعلمون فلا يأبه بهم أحد، ولا يحسب حسابهم أحد، بل إنَّ البعض يحملهم عبء عجز الميزانية لاسترجاعهم حقوقاً لم تكن في حسبان هؤلاء يوماً!
الحقوق ستبقى منقوصة مهما بُذلت من جهود، وقُدمت من تضحيات، لأنَّ العدالة لا توجد إلا عند رب العالمين، وهؤلاء الذين نَصَّبوا من أنفسهم أوصياء على المعلمين لا يضيرهم إلا أن يتنزع المعلمون حقوقهم، ولذا ستبقى العجلة تدور، والعصي تدس بين الدواليب، فلا تبتئس ولا تقنط من رحمة الله، واقطع أملك منهم، وصل حبلك بحبل الله، ولا تركن إلى أحد منهم، ولا تثق بأحد فيهم، فإنَّهم أقلّ شأناً مما تظن، وأضعف أن يكون في يدهم حول أو طول، لأنَّهم سراب وإنْ تَبَدَّى وتَجَسَّد، وَهُم وَهْمٌ وإنْ تحرك، وهم خُرافة وإنْ حدثوك ووعدوك!
ولا يحزنك تجاهل وزارتك ليومك والإحتفاء بك، فما تعودتَ منهم غير الجحود، وما نِلتَ سوى الوعود. فلا تأملنَّ أن تتغير بين ليلة أو ضحاها، وتأخذك بالأحضان بعد جفاها. فكن أنت أنت، فأنت الأعلى شأناً، والأعزُّ مكانة، والأغنى بقناعتك رغم فقرك، والأقوى بعلمك وإخلاصك، والأجدر بكل إجلال وإكبار!
mosa2x@yahoo.com
ترامب يتوعد بالرد بعد مقتل 3 أمريكيين في كمين داعش بسوريا
ألمانيا: اعتقال خمسة أشخاص بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي
استشهاد فتى فلسطيني برصاص الاحتلال غرب جنين
إصابة شخصين بحادث تدهور شاحنة على أوتوستراد المفرق – الزرقاء
نشميات U14 يتوجن بلقب غرب آسيا للواعدات
مشاجرة في إربد تسفر عن إصابة شخص والأمن يباشر التحقيقات
إقرار موازنة 2026 .. غياب الموقف الجماعي للكتل النيابية يثير أسئلة
أمانة عمان تعيد 18.9 ألف دينار لمواطن ألقاها بالخطأ
دراسة: جائحة كورونا كشفت تفاقم العنف البنيوي ضد النساء
سوريا تدين هجوم تدمر وتقدم التعازي لعائلات الضحايا
إلغاء قانون قيصر: تحول إستراتيجي يعيد رسم مستقبل سوريا
الهواء في 34 % من شوارع سحاب غير نقي
الأردن يدين هجوما إرهابيا تعرّضت له قوات سورية وأميركية قرب تدمر
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل


