الإخوان وحزب الوحدة الشعبية ومقاطعة الانتخابات

mainThumb

05-10-2010 06:42 AM

 في ظل مقاطعة الإخوان ومعهم حزب الوحدة يبرز على سطح الخارطة الانتخابية عدة أسئلة.

هل لهذه المقاطعة تأثير على نسبة التصويت؟ كيف سيكون شكل مجلس النواب بدون الإخوان؟  ما هي الإستراتيجية التي سيتبعها المقاطعون أثناء فترة الإعداد التي تسبق الانتخابات؟

فيما يتعلق بالسؤال الأول فان التأثير سيكون في المدن الكبرى عمان ,الزرقاء واربد حيث أن مؤيدي الإخوان يسكنون هذه الدوائر ولكني لا اعتقد أن التأثير سيكون كبيرا لسبب بسيط وهو أن نسبة التصويت عادة ما تكون متدنية في هذه المناطق وان نسبة كبيرة من أبناء هذه المدن يفضلون البقاء في بيوتهم والاستمتاع بالعطلة التي تتيحها الانتخابات إلا أولئك الذين لهم علاقة مباشرة كأبناء العشائر أو الأشخاص الذين يكون لهم مرشح يهمهم أمره.

أما الألوية التي تتبع هذه المحافظات فان التأثير سيكون فيها شبه معدوم لأن الطابع العشائري هو الذي سيحسم الموقف وهو نفس السبب في المحافظات الأخرى .

وهذه المحافظات محكومة بالعامل العشائري وليس للأحزاب والعامل العقائدي أي تأثير فيها.

 لغاية الآن ليس للمقاطعين إستراتيجية واضحة فيما يخص موقفهم من المقاطعة .

ولغاية الآن لم يعتمدوا أسلوبا واضحا في مخاطبة الجماهير وشرح الموقف وحث هذه الجماهير على المقاطعة.

ولكن اللافت للنظر هو هذا الموقف المتقدم لحزب الوحدة على موقف الأخوان، ففي الوقت الذي تجتمع قيادات الإخوان والعمل الإسلامي مع الحكومة ويتحاورون معها يتقدم حزب الوحدة ويرفض أي حوار.

إن موقف الحزب هذا قريب من تسجيل المواقف لأن قيادة الحزب تعرف انه ليس هناك أي فرصة له في هذه الانتخابات لان الحزب ككل أحزاب اليسار أصابه التراجع والتحول إلى حزب من أحزاب النخبة التي ليس لها صلة مع الجماهير رغم العدد الكبير في أعضاء الحزب.

وهذا ليس وضع الحزب فقط ولكنه يشمل اليسار بشكل عام وهذا نابع من نظرة الجماهير لليسار على مدى العقود الماضية.

ولا ننسى أن هذه النظرة السلبية لليسار كان للإخوان دور كبير في تشكيلها داخل الوعي الجماهيري, ليس في الأردن فقط ولكن في عموم الوطن العربي.

وبالنسبة للإخوان فان التفسخ في موقف بعض أعضاء حزبهم بدأ يظهر من خلال إعلان بعضهم رفض المقاطعة والمشاركة، وهذا يعود إما إلى ضغط العامل العشائري أو الاقتناع بعدم جدوى المقاطعة.

 في العام 1997 كان هناك مجلس نواب في ظل مقاطعة اخوانية على الرغم من وجود بعض الوجوه المنتمية لهم والذين ترشحوا وفازوا بشكل فردي.

وشكل هؤلأ مع بعض أعضاء المجلس حالة معارضة للحكومة وكانوا فاعلين في المجلس.

وإذا كان مجلس 1997 خاليا رسميا من الإخوان إلا انه وبشهادة المراقبين كان أفضل من مجلس 2007 الذي فرح الشعب كله بقرار حله.

 إذا كان المقاطعون سيبقون على موقفهم فعليهم الإعداد للتعاون مع بعض رموز المعارضة التي ربما تفوز بمقاعد في المجلس ولن يتجاوز عددهم أصابع اليدين من اجل إعطاء الدعم من خارج المجلس.


haishaban@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد