ازدواجية عباس
وذات مساء بينما كان (سيد بيه) مدير الدائرة يصطحب زوجته (مدام جيهان ) إلى السينما وهي بمحض الصدفة تعمل رئيسة لقسم الطباعة وقد تنسمت هذا المنصب بالتنافس الحر وعبر ديوان القوى العاملة ودون أي تدخل من عطوفة المدير إذا بالمتعوس (عباس) فراش الدائرة ينادي في قاعة العرض :ببس.. ببس.. ويحمل مصباحا صغيرا يسلطه على عيون المتابعين للشاشة، وتلاقت أشعة المصباح مع الشرر المتطاير من عيني عطوفة المدير لتنعكس شزرا على عيني عباس الذي أدرك بأنه وقع و(ما حدش سمى عليه ) .
في اليوم التالي استدعي عباس للتحقيق المستعجل أمام لجنة وزارية طارئة ترأسها (سيد بيه)، واعترف أنه يعمل بعد الظهر على عربة لبيع شعر البنات، وفي المساء يبيع الببس في السينما، وفي الليل يعمل حارسا لإحدى المدارس الخاصة، كما أنه اعترف بما هو أعظم من ذلك حيث يستغل منصبه الوظيفي الرفيع و يبيع الطوابع الرسمية للمراجعين بزيادة عن سعرها البريدي ! حاول (عباس) أن يدافع عن نفسه و يضرب مثلا بالعديد من زملائه: فها هو (د.مسعود) ابن (سيد بيه) مدير الدائرة الذي أكمل الدكتوراة في لندن على حساب الحكومة عاد ليعمل مستشارا في نفس الدائرة وبراتب يتعدى ثلاثة آلاف جنيه وهو فوق ذلك يدرس في المركز الثقافي البريطاني ويقدم برنامجا اقتصاديا في إحدى القنوات، أما (حسن أفندي) رئيس الديوان فهو يدير مكتبا عقاريا، وتلك (نعيمة هانم) سكرتيرة المدير تمتلك صالونا نسائيا ، حتى الباش مهندس (فطين) رئيس قسم الصيانة يعمل في المقاولات، وكل واحد منهم يتقاضى زيادات سنوية واستثنائية تفوق راتب (عباس) بكثير .
حاول (عباس) أن يذكر (سيد بيه) بأنه ضحى بنفسه من أجله عدة مرات، إحداها عندما نشب حريق في مستودعات الدائرة وقفز من النافذة العلوية ليحمي ملفات المدير من ألسنة النيران، والثانية عندما تدفقت مياه الأمطار إلى مكتب المدير ولامست أسلاكا كهربائية، والثالثة عندما أنقذ المدير وزوجته من سيارة مسرعة مرت أمام الدائرة و كادت تدهسهما، والرابعة لما هاجمه في مكتبه موظف مفصول مر بحالة هياج نتيجة شعوره بمرارة الظلم فأوقفه (عباس)وتلقى عن المدير العديد من الطعنات الجارحة التي رسمت على جسده علامات فارقة لا يمكن أن تمحى، والخامسة والسادسة حاول (عباس) أن يشرح موقفه ويؤكد بأن كل ما يتقاضاه من أجور عن كل أعماله المتواصلة على مدار الأربع والعشرين ساعة لا تكاد تكفي أبناءه السبعة ووالديه العجوزين اللذين يسكنان معه في نفس الأوضة ! لم يشأ رئيس لجنة التحقيق أن يستخف دمه كثيرا ويسأل (عباس) السؤال الساخر المتداول: (سايبين الشقة كلها وقاعدين في أوضة؟!) ولكنه سارع بحسم نتيجة التحقيق وتبرئة جميع الموظفين الآخرين من تهمة الازدواجية باعتبار أن القانون يحمي حق الملكية، بينما أدان (عباس) ونسب بفصله بتهمة الازدواجية.
www.hishamkhraisat.com
الرواد رئيسا لمجلس الاتحاد العربي للأسمدة للدورة المقبلة
6 الآف مستفيد من برامج معهد التدريب المهني في جرش
العجلوني يتفقد سير امتحان الشامل العملي للدورة الشتوية
الصناعات البلاستيكية والمطاطية تغطي 55% من السوق المحلية
الصين تعارض الاعتراف بأرض الصومال
2025 .. عام عودة خدمة العلم إلى الأردن بعد 3 عقود من التوقف
344 شكوى عمالية ضد منشآت لم تلتزم بالحد الأدنى للأجور
ارتفاع مديونية الأفراد يقيد الطلب المحلي ويضغط الصناعة
انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلية
16وفاة جراء حريق دار للمسنين في إندونيسيا
بلدية غزة: غرق واسع وتطاير آلاف الخيام وسط انهيار الخدمات
الحرارة المرتفعة الخصم الأكبر لمنظمي مونديال 2026
4100 ميجا واط الحمل الكهربائي الأقصى المسجل الأحد
وظائف شاغرة ومدعوون للتعيين في القطاع العام .. أسماء
أوبر تتلقى كل 32 دقيقة بلاغا خطيرا
وفاة فينس زامبيلا إحدى مصممين ألعاب الفيديو
إعلان توظيف .. الشروط والتفاصيل
بني سلامة مديراً لمركز دراسات التنمية المستدامة في اليرموك
وظائف حكومية .. وتنويه من الإفتاء بشأن طلبات التوظيف
طرح بطاقات بريدية تذكارية لـقديسو الأردن
تمديد فترة التقديم لمشاريع البحث والإبداع الجامعية
كأس أمم أفريقيا .. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية
أقسام دون موظفين .. رصد المخالفات بمؤسسة الضمان



