تصوراتي للدراسات العليا

تصوراتي للدراسات العليا

08-10-2010 05:50 AM

مثلي كمثل الكثيرين من طلاب المرحلة الجامعية الأولى ، فمعرفتنا بالمرحلة الثانية من الدراسة ، واقصد الدراسات العليا هي قليل جداً وذلك لقلة الاحتكاك بمن هو أكبر منا سناً أو من خاضوا التجربة قبلنا .


هذا من حيث المعرفة ، أما من باب التصور لهذه المرحلة فالأمر مختلف تمام الاختلاف ، فقد كان الأمر بالنسبة لي معقداً ، مرهقاً ، مكلفاً ، فيه كثير من العمل والسهر والمتابعة والبحث والمطالعة وما شابه ذلك ، هذا من باب ، أما من الباب الثاني هناك تصور أخر فيه من التفاؤل والسرور الشيء الكثير ، فمعنى أنك طالب في الدراسات العليا إذاً أنت مختص في مجالك وهذا يمنحني الثقة العالية بالنفس والشعور بالارتياح إذا ما فتح باب الحديث حول أمر التخصص والمعرفة فيه أضف إلى ذلك المعارف والعلوم التي تكتسبها من أساتذة كبار قطعوا أشواطاً ودرسوا كتباً و ألفوا مجلدات في مجالات الاختصاص ، وقد كان تصوري وأنا أطرق باب الدراسات العليا أنها مفتاح مالا يفتح وكأنني الوحيد الذي سيحمل في سيرته الذاتية درجة الماجستير التي بدورها ستقودني إلى عوالم أخرى داخل إطار التخصص وخارجه في الحياة العملية.


 كنت أتصور طالب الدراسات العليا وقد بات رفاً من رفوف المكتبة التي سيدخلها أكثر من غرفة نومه ، لمجرد حصوله على القبول في برنامج الدراسات العليا أما قبل وأما بعد :  فتصوري عن الإرهاق والبحث والمتابعة لازمني حتى الساعة وشعور النشوة والارتياح عند الحصول على المعلومة من فم الأستاذ أو من لب الكتاب ما زال تصوراً قائماً وأن العلم يفتح أبواب لا يفتحها غيره ، أصبح حقيقة جليه أمامي وتصوراتي القديمة عن طالب الدراسات العليا في المكتبة التي ما تخيلت أن تدخل في غرفة نومه ، صارت غرفة النوم مكتبة.


 وتصوراتي عن تلك الحقيبة التي لا ينفك طلاب الدراسات العليا عن حملها ، تغيرت بعد ما كان اعتقادي أنها لا تحمل في داخلها سوى بعض ورقات وأقلام وربما زجاجة عطر ومناديل ورقية ، أصبحت أجزم أنها تحمل أغلى الأوراق وتفوح منها رائحة الكتب التي تضاهي أرقى أنواع العطور التي أدمنتها .


هذه تصوراتي التي لربما لا تروق للكثيرين أو أنها لم تكن في ميزان تصوراتهم عن برنامج الدراسات العليا الذي أراه..... حقاً برنامج دراسات عليا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد