كأس وغانية وإعلام ..

كأس وغانية وإعلام  ..

13-10-2010 06:45 AM

حرب ضروس هي التي تشن على الأمة, بكل ما تعنيه الكلمة؛ حرب فكرية ثقافية أخلاقية, تشن من السماء والأرض, من الشرق والغرب, من البر والبحر, لا مكان فيها حتى لهدنة تُلتقط فيها الأنفاس, تستهدف الصغار قبل الكبار, تتصدر جبهاتها وسائل الإعلام بكافة أنواعها, مقروءة أو مسموعة, مرئية أو خلوية, شعارها كأس وغانية تفعلان بالأمة المحمدية ما لا تفعله كل المدافع والطائرات والبوارج والحروب الأهلية والانقسامات.

والأعداء فيها كثيرون كيأجوج ومأجوج, يتحدثون بلغتنا, ويرون بعيوننا, ويفكرون بعقولنا, ويتنفسون هواءنا, ويأكلون من طعامنا, ويلبسون ثيابنا, نراهم ولا نراهم, يدعون إلى التثبيط والإحباط, ويقتاتون على أمراض الأمة, ويرفضون العافية, سلاحهم الغانية اللعوب مكشوفة الصدر والفخذين, فتأثيرها فعال, بل وأكثر من ذلك تكّرم في بلاد العُرب من أعلى المستويات كأكثر الشخصيات العامة تأثيرا في الآخرين..؟! وأي تأثير هذا الذي تكّرم من أجله, فلا فكر ولا مبادئ ولا إصلاح ولا تعليم, وإنما بدون تردد إفساد, فتجد أخبارهن وصورهن قد تصدرت الصفحات الأولى للصحف والمجلات, ولهن الساعات تلو الساعات على الفضائيات الكثيرة المخصصة لهن, حتى باتت الغانية مصدر إلهام للشباب والكبار, بل وينتحر الشباب لموت إحداهن, وتطًلق النساء بسببهن, وتفكك الأسر وتهدم البيوت ...؟ وثقافة شبابنا لا تتعدى أخبارهن, فباتت عناوينهن الأكثر قراءة و تعليقا و مشاهدة وهوسا.

فيا من تدعون إلى هدم الأمة ولعق و ارتداء ما جرّبته و ابتذلته الأمم الأخرى، يا من تدعون إلى تقليد التفاهات كما أنتم، حتى في حقوق إنسانهم و إيجابيات حضارتهم، و تقدير الإنسان في عطائه رفضتموه، وأخذتم ما يزيدكم نقصا وابتذالا, و فرضتموه على أجيالنا ، فلا ينظر الواحد منا أو يتنفس أو يطالع أو يشاهد إلا التفاهات مثلكم ، فحرصتم كل الحرص على تفريغ العقول ، و قتل النفوس، و مسح الذاكرة، إلا مما يصدّ عن العودة, فصورتم حضارتنا بالظلامية و الرجعية ، فلا تطالع أجيالنا إلا أمراض كانت, أو اصطنعتموها أنتم، وتحاولون إخفاء و طمس وجه أمتنا المشرق و رموز عظمتها, وأسباب نهضتها, بل حتى هؤلاء الرموز والعظماء لم يسلموا منكم فشوهتم الصورة وغيرتم الحقيقة.

واستبدلتم العظماء بالسفهاء, فأصبح السفيه نجما, فخرجت أجيال تعاني أزمة في الهوية, فلا هي متصلة بالماضي, ولا هي مدركة للحاضر, وتعيش بدون غاية, أو هدف, أو مستقبل, قدوتها أراذل القوم. ويحكم..!! فالنهضة قادمة لا محالة، و إعادة الأمجاد مسألة وقت، و رميكم في مزابل التاريخ أمر محتوم، فأنتم العفن, و أنتم الجراثيم الضارة التي تعيش على أمراض الأمة، و الأجيال التي ستطهر أمتنا منكم و من عفنكم ستكون لديها القدرة على صناعة التاريخ من جديد ، هذه أمة الاشتقاق و لغة الاشتقاق ، هذه أمة الصحراء التي أنجبت العظماء و ستبقى .

rawwad2010@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد