لافتات انتخابية فجعى

لافتات انتخابية فجعى

20-10-2010 05:34 AM

          حينَ تمرُّ  على أديمِِ شوارعِ الأردن ترفعُ رأسَك أو تخفضُهُ أو تشيحُ به يمنةً أو يسرى، تطالعُكَ لافتاتٌ انتخابيةٌ تشرئبُّ برأسِها عاليًا وتمدُّ يدَها لتتلقى أسنةَ بصرِكَ،تحتشدُ بكلماتٍ وصورٍ شتى تمتلىءُ كلامًا وتلوك حروفًا، ولكنْ ثمة مالم تتفوه به هذه اللافتاتُ وهذاما يهمنا وما نحن بصدد الحديث عنه، فرمالُ ساعة الصفر بدأتْ تنزفُ ذرَّاتَها، والكلامُ يَكثُرُ والإشاعاتُ  تزدحمُ ويصتدمُ بعضُها ببعض، والوطن ع ينتظرُ منّا في التجربةِ القادمةِ  أنْ نكونَ على قدْرٍ من الوعي بشتى صورِه، يريدُأنْ يخرجَ بثلةٍ لا بأس بها، قادرةٍ على اتخاذِ القرارِ والدفاعِ عن حرياتِ المواطنِ المسلوبةِ، فالرِهَانُ قائمٌ الآن من ذوي المصالحِ الشخصيةِ وذوي الأنفسِ المريضةِ على هذه الانتخاباتِ، ويُطلقونَ بالوناتِ اختبارٍ تخفقُ في جوفِها الأرياحُ، هي محضُ صوتٍ لا فعلَ لها.

            قبلَ أنْ تفيضَ هذه اللافتاتُ في شوارعِنا، دفقَ داخلَنا وعيٌّ عشْناهُ وخُضْنا تجاربَهُ مراتٍ عديدةٍ ولأزمنةٍ مديدةٍ، عَرفْنا الحقيقةَ وما ورائَها، والكذبَ الذي يجرُّ أذيالَ خيبتِهِ ويُلقي رَمادَها في وجوهِنا، بحثنا-  وهذا ديدَنُنا-  عن كلمتينِ هما الأساس لقيام دولةٍ جذورِها الحقِ:الحريةِ والديمقراطيةِ، ومنهما ينبثقُ ألفُ ألفُ نبعٍ بصرفِ النظرِ عن المسمياتِ التي تُطْلَقُ عليها من احْترامٍ لحرياتِ المواطنِ وحقوقِه الأساسيةِ والعمل عليها ولأجلها، ولمن أرادَ التَحذلقَ واللعبَ بالحروفِ دون الجوهر أن يخترعَ لها كلامًا تحتَ أيِّ بندٍ من البنودِالتالية: السياسةِ والاقتصادِ والثقافةِ والتعليمِ والتجارةِ وغيرِها مما يندرجُ في كُنهه تحتَ حقوقِ المواطن التي خطتها يدُ الدستور. فجلُّ هذه اللافتات هي لعبةقائمةٌ على إعادةِ هيكلةِ  حروفِ القانون لا غير.

            ينتظرُ الكثيرونَ ما بعدَالانتخاباتِ، وكأنَّ بهم ينتظرونَ طاقةً ستفتحُ لهم ما ليس قبلَ الانتخاباتِ، أقولُ بملء الفمِ لمن ينتظرون ذوي الوعودِ: انقشوا ما يقالُ لكمْ على الجدران قبلا لأوراقِ حتى تتذكَّروا وتذكِّروا ما قِيل بعدَ هذا الزمانِ، فلتكنْ هذه اللافتاتُ والتصريحاتُ ملء ما يشاؤونَ، فليس لأحدٍ أن يحرقُ نفسَهُ لينتقي من نارِ التجربةِ وهي تأزُ ، لأن الحقيقي والجوهري  كوضوح الشمسِ لا يغطّى ولا تغطّى بغربال، وما لمْ تصدحْ به لافتاتُهم دفينٌ في روح الشعبِ والدستور مُذْ سالَتْ أولى حروفُ الدستور، فلنقنعُ أنفسَنا قبل قناعتِنا بهمْ بالذي نريدُ؟

علي الثوابية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد