الهوية والانتماء الوطني

mainThumb

18-10-2010 01:28 AM

الإنسان هو النواة الرئيسة في دائرة المجتمع الذي يعيش، مبتدئا من العائلة منتميا للعشيرة مكونا المجتمع بجميع فئاته وأطيافه، الذي خرجت من رحمه الحكومة، وتذهب حكومة وتأتي حكومة ويبقى البشر ( المواطنين) ،مرتبطين ببعضهم البعض بأواصر القرابة والدم بما تحمله من معنى ناهيك عن العلاقات الأخرى المستمدة من وحدة الدين واللغة والمصير المشترك سواء كانوا حكاما أو محكومين.


 وهذه العلاقات مهما اختلفت ثقافة أبنائها وعاداتهم وتقاليدهم وتباعدت وجهة النظر فيما بينهم ، ينظمها دستور يكفل حريتهم وأمنهم وأمانهم بما يحويه من القوانين والأنظمة حتى وان كانت الغالبية منها وضعيه وعلمانيه بدوله دينها هو الإسلام،! وأنا هنا لست بمشرع ولا مفتي ولكن القوانين وإفرازاتها واضحة ولم تستمد من كتاب الله تعالى ولا من سنة نبيه أشرف الخلق، صلى الله عليه وسلم .


إن الإنسان لايستطيع العيش منعزلا عن مجتمعه أوفي بيئة لا يسودها القانون المجتمعي الذي ينظم سلوك أفراده من تراحم و ترابط وتماسك ونحن تعلمنا بأن المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له كل الأعضاء بالسهر والحمى وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، ومن هنا بدأ انتماء الإنسان لمجتمعه، وبحكم الأرض التي يعيش عليها وارتباطه التاريخي بها في بيئة يسن فيها المشرعون من أصحاب السلطة والنفوذ(اؤلي الأمر) القانون وتنفذه سلطه تنفيذيه وبمراقبة السلطتين التشريعية والقضائية بعد الله سبحانه وتعالى، يظهر الانتماء الوطني ،هذا الانتماء الوجداني للأرض التي يعيشون عليها.



نعم إن كل مخلوقات الله عز وجل عرفت الانتماء مع سلالتها وبيئتها وهنا أخالف رأي الكتاب الذين يقولوا بأن الانتماء البشري في وقتنا الحالي أسمى أنواع الانتماءات بين مخلوقات الله تعالى ، نعم إن الله ميز الإنسان عن مخلوقاته وكرمه ولكن البعض منهم تجاهل الهدف الرباني من وجوده في هذه الدنيا الزائلة ، دار الممر لا دار المقر وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، ضل طريق صراط الذين أنعم الله عليهم واتبع المغضوب عليم واشترى الحياة الدنيا ونسي الآخرة وفقد انتمائه الحقيقي لأسرته ومجتمعه ووطنه وغلبت عليه المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وتسلل بما كسبت يمينه من عرق جبين الضعفاء متشدقا بالوطنية للوصول إلى دفة الحكم بأي طريق كانت .


 الانتماء الوطني يظهر من خلال التعيبر عن الهوية، فمن غير الممكن أن يعبر أي إنسان عن نفسه بغير هويته الأصلية التي ينتمي إليها إلا مجامله للسائل ، فلو سألتا مثلا مواطن أردني أبويه من جذور فلسطينيه يجيبك أنا فلسطيني، والأردني الذي يحمل جنسيه مزدوجة يقول أنا أردني، وهذا هو التعبير الصادق والحقيقي لمعنى الانتماء ، والهوية الشخصية لاتسموا بكم ولكن انتم من يسموا يها بنبلكم وكرم أخلاقكم وما ينطبق على الجنسية ينطبق على العشيرة والحزب والدولة والوطن والتصويت في العملية الانتخابية .


أسأل الله عز وجل أن يجعل الأردن آمنا مطمئنا تحت الراية الهاشمية بقيادة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وأن يبعد عنا شر المستوزرين والمستوطنين والانتهازيين .
rum.hosp@windowslive.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد