خير الكلام ما قلَّ ودلّ !

mainThumb

21-10-2010 04:00 AM

 ما بالُها عقولُ الناسِ ؟ إنها تهبطُ بمستواها بدلاً من أن ترتقي وتعلو إلى ما يجعلُها ساميةً  بينَ غيرِها من المخلوقاتِ ، "فالبشرُ بشرٌ" لأنّهم تميزوا بهذه العقول ِ، لكن ما فائدةُ هذا اللقبِ إن كانَ العقلُ الذي ميّزهم عن غيرِهم غيرَ مستخدمٍ بالطريقةِ الصحيحةِ ؟ ما فائدتُه إن أودى بهم إلى الإهانةِ والمذلةِ ؟ أظنّ أنّ المخلوقات كلّها أصبحت بمستوى واحدٍ ؛ لأنّه وصلَ الحدّ إلى أن نقول " إنّ وجودَ العقلِ وعدمَه شيئٌ واحدٌ، ولا فرقَ بينَ مالكِ العقلِ وغيرِه إلا بعددِ الأرجلِ ".

 فمنَ الطبيعي أن يصلَ المرءُ إلى أعلى مستوى من الحياةِ ، ويبلغَ أوجَ السعادةِ والاستقرارِ والاستقلالِ عن أعدائِه في حياتِه ، من خلالِ عقلِه الفريدِ ، الذي يوصلُه إلى ذلكَ وأكثر لكنّه للأسفِ لم يعرفْ كيفية َاستخدام ِهذا العقلِ ، فها هوَ ذا يستعملُه في أمورٍ يظنّ أنّها تنفعُ وهي في الحقيقةِ تدفعُ السعادة َالحقيقية َعنه ، وتجلبُ له سعادةً مقنعةً ، والمؤسفُ أنّ الكلَّ قد اتفقَ على هذه الطريقةِ في استخدامِ العقل ِ، وبالتالي لا يوجدُ أيّ اتفاقٍ عقلي "منطقي" يفيدُ من يعيشُِ على هذه الأرض ِ.

  وفي المقابل ِهناكَ شخصياتٌ نادرةٌ تتميزُ بوجودِ العقلِ فيها عن بقيةِ البشرِ ، وهذا ما جعلَهم مشهورين و محبوبين بين الناسِ ، وقد ذاعَ صيتُهم لما عُرِفَ عنهم من رزانةِ العقلِ وحكمتِه ، وما نتجَ عنهم من أفكارٍ تهزّ عقولَ الآخرين .
 
 لذلك علينا أنْ  نأمل ونرجو أنْ يستيقظ َمَن هوَ نائمٌ حتى ينامَ مَن هوَ مستيقظ ٌ، لتُعلنَ الأخبارُ وتُنبؤنا برجوعِ العقولِ كما كانت عليه في أيام صلاح الدين ، وتُفاجؤنا بعودةِ التفكيرِ السليمِ الذي كان في أيام الفاروق، وتدهشنا حين تُعلمنا أنّ مفعول المنَوّم قد زالَ وحانَ وقتُ العملِ بالفعلِ لا بالقولِ وحدَه  ..............

 وفي حينِها  تصبحُ الأرضُ صالحةً للاستخدامِ البشري وقلتُ _بشري_ لأنّ البشرَ في هذا الوقتِ يَصحُ أنْ يُطلقَ عليهِم هذا اللقبُ ، ويُصبحونَ حقاً لا مجازاً بشراً مميزينَ عن بقيةِ المخلوقاتِ ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد