الكوتا .. بين الحرية والإجبار

mainThumb

23-10-2010 09:33 AM

الكوتا.... بين الحرية والإجبار بلقاء سريع على الآخر ، مع زوج إحدى المترشحات ، ابتدأ بالحديث عن حقوق المرأة ، وأكد على حريتها ، وعلى ضرورة تعبيرها عن الرأي المستقل ، وتمثيل نفسها في كل الحقول وبتغير نظرة المجتمع للمرأة ، وعن حاجة المجتمع ليد ساحرة من هذه الفئة التي كانت لفترة من الزمن من الفئات التي هضمت العائلات والعشائر حقها ، ثم استطرد بالحديث ليصل لحقها بترشيح نفسها لانتخابات مجلس النواب ، وان المرأة هي الأقدر على التمثيل وتحصيل الحقوق لهذه المحافظة الفتية .


مؤكدا أن قرار ترشحها للانتخابات وليد قناعتها الشخصية لوحدها ، وليس بأسلوب كسر الإرادة كما يعتقد الكارهين لترشيحها ، فهي تطمح لتحقيق الذات في هذه المرحلة ، وهي من اتخذت هذا القرار ، وهي أيضا من قام بإقناعه به ، وختم حديثه بطلبه منا التصويت لصالحها .


كم أعجبني حديث الرجل ، لقد كان طرح مميز من رجل قوي ، واسع المدارك ومتفتح الذهن ، كم هي محظوظة تلك المترشحه به ، وما أدهشني أكثر بأنه هو ذات الشخص الذي كان من عداد المعارضين لمشاركة المرأة ، وخصوصا بمجتمعنا العشائري فالصوت للرجل ، والمقعد للرجل ، والوقفة مع الرجال فقط!.


فالحياة تتطور بسرعة حتى قناعات هذا الرجل أيضا تغيرت وتطورت ! فما السبب أيعقل أن المبادئ في عصرنا صارت هشة ومرنة أم انها تطعمت بالمصالح؟ ومن خلال رصدي لمجريات تسجيل المترشحين في مبنى المحافظة استوقفني عدة أمور فهنا مترشحة تسير ظلاً لزوجها المتحدث الرسمي باسمها ، بل الناطق بلسان حاله عن برنامجه الانتخابي وليس برنامجها ، ليخال لمن يحادثه بأنه المترشح وليس زوج المتر شحه ، والغريب بأنني لم اسمع صدا صوت المتر شحه على طول أيام الترشيح الثلاث ، وأنني أيقنت بأنها مسلوبة الارادة  من زوجها المتفهم لحقوقها ونصير المرأة ، حتى بقرار ترشحها لم يترك لها مجالاً للرفض أو القبول ، فكيف نتوقع من مترشحة تقدمت للانتخابات مرغمة ، وبدون قناعة داخلية منها ، بأن تدافع عن قضايا الوطن والمواطن بدون النظر لعيني زوجها ، وكيف لها أن تتخذ قرارا مصيرياً في مجلسنا الموقر.


وهناك مترشحة تسير بلا هوادة بين مكاتب تسجيل المترشحين في المحافظة ، تتحدث مع كل مندوبي التجمع المدني على أنهم صحفيين أو مندوبي إحدى قنوات التلفزة ، لتطرح برنامجها الانتخابي المتآكل الذي لا يفيد أحدا بشيئ سوى اثقال حمل الوطن .


كلمات مبعثره من بعض المترشحات استوقفتني حتى أقول مسكين هذا الوطن كم يتحمل من جمائل وكم نتحدى أنفسنا والآخرين بالدفاع عنه بالبرامج الانتخابية والخطب الرنانه فقط،  هل من مجيب لتساؤلات أحاطت بصوتي الذي أملك عن تلك الديمقراطية التي ترغم بعض النساء المترشحات على أن يزجها احد بموقع لن يكون لها ولم يكن أصلا كذلك .

 هل الديمقراطية أن نرسم خطوطا شفافة على حائط وهمي لنقنع أنفسنا باللوحة التي تفننا بإيصالها لمجتمع لا يملك في هذه الحالة إلا الضحك من وراء الكواليس ،  لعلنا نزيح قناع التودد والوطنية عن وجوه بعض المترشحين ، كما عن وجوه أزواج بعض المترشحات ، ونصوت وللمرة الأولى لمصلحة الوطن ، باختيارنا نواباً عنا سواء أكان شخص النائب سيدة أو رجل . maenalfarhan@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد