إن صوتت ياويلك ! وان قاطعت خائن!

mainThumb

23-10-2010 10:16 AM

عرف الشعب الأردني العشائريه  كنظام اجتماعي راسخ لدى قبائله قبل تأسيس المملكة،  وكان لهذه القبائل  الدورالكبير في قيام المملكة الاردنية الهاشمية ،والمحافظة على أمنها واستقرارها، وكانت الدنيا آنذاك بألف خير، وكان المواطن والوطن والحكومة وحدة واحده مكملة بعضها البعض، حيث أن السقف الوطني كان مرتفعا في بداية عهد الدولة  وكان النضال الوطني هو معيار المركز السياسي والاجتماعي والثقافي والروحي.
 

وان كانت العشائرية تعبر عن الشهامة والنخوة والعون والتالف والتكافل الاجتماعي إلا أنها كانت عبارة عن حالة من التجمع العصبي والقبلي الممزوج بالرابط الدموي ، حالة تقوم على مراتب  طبقية في الأساس ، وان شيخ العشيرة لا يمكن أن يكون إلا غنيا، إن لم يكن هو  الأغنى،ولا  ينافسه على الزعامة إلا من هم اقرب إلى قامته في الثروة  والمال لا في العفاف والتقوى ولا يمكن للفقير أن يكون شيخا حتى إذا كان الأقوى جسديا، ويصبح "تنصيب" الغني أو الثري زعيما أو شيخا بقرار العشيرة أمرا منطقيا  بل أساسيا ومقبولا بغض النظر عن مصدر الثروة،لا يُسأل الغني في العشيرة عن مصدر ثروته، ولا تهتم العشيرة كثيرا بذلك ولا تحاسبه حتى لو كان المصدر هو خيانة .ولا يسأل الشيخ عن سبب تعينه شيخا بقرار الحكومة حتى وان كان مكشوفا ومعروفا أمره وأمر تعينه .


مع استمرارية العمل بقوانين العشائر وبما أن العشائرية ليست من جوانب أو مظاهر الطبيعة العشوائية، بل إنما  هي ظاهرة اجتماعية من الممكن  التحكم بها والسيطرة عليها، ولو في نطاق ضيق ومحدود ، كما يمكن لجمها وتفتيتها حسب ماتقتضية المصلحة واطلاقها عند الحاجة،  حسب توقيت مصالح الحكومة  وملائمتها  لفترة ما، تتقاتل فيما بينها سرا وعلانية، من هنا جاءت فكرة الصوت الواحد ! والمناطق الانتخابيه! من مدن وقصبات، ووحدات عشائرية للانتخابات البرلمانية، لتفتيت العشيرة ولجمها وتغيبها للأبد وهذا ما لمسناه من الانتخابات السابقة حيث فتت العشيرة الواحدة إلى مجموعات تناحرت وتشاجرت فيما بينها،ودب الخلاف في كل أرجائها وتشتت كلمتها وضاعت هيبتها فهانت على نفسها .


لذلك لجأ أبناء بعض العشائر للتمرد على العشيرة واللجوء إلى الأحزاب بأجندتها المختلفة ذات المعنى الظاهري والمخفي لخوض تجربة الانتخابات لعدم تيقنهم من دعم العشيرة المفتتة ،على أمل دعم الحزب هذا أو ذاك وأن تجري الناس خلف سراب الوعود المنتقاة من قبل أناس غاب عن بعضهم الصدق ، وقول الحق، وتشدقوا بالوطنية ، ومنهم من لمع الهوية وتغنى بالشيوعية والماركسية والبعثية والتقدمية والتحرير والتنصير والإخوان واليسار واليمين والوسط والأحزاب الليبرالية والراديكالية والماسونية والدولة اليهودية وغيرها ، وتجد من المرشحين من انسلخ من جلده ونسي وطنه المحتل بأقصاه وقدسه ،أبعد منه طوعا أو كرها وجاء ليتشدق بالوطنية الموجودة إلا عنده ! .
 
فخرج علينا نواب بأثواب جديدة وبهويه جديدة وبصيغه جديدة ، لمواجهة حكومات عتيدة، لها الباع الطويل في التأويل والتمرير، والدفع قبل الرفع، وتغيب الشفع والوتر، فاستفحل الفساد ، وجرى مجرى الدم بين العباد، وزادت البطالة والخسارة، وارتفعت الأسعار وصارت نار!،والضرائب عقارب!، والعشائرية غارقة بل محتارة من تختار ؟ "هذا ابن عمي وذاك ابن خالي وهذا نسيبي  ، لا حول ولا قوه إلا بالله، وبنت فلان من عشيرة فلان ولهم علينا واجب! ولكوا ! لمين بدنا انصوت ؟ والصوت الواحد اشو بدة يصوت ؟ واشو بدة يرضى تا يرضى؟  وان صوتت يا ويلك ! وان قاطعت  خائن!" وماتت العشائر  وانفسخت  يا حسرتاه !.

 

قالو بأن العشيرة هي مغتصب حقوق المرأة وعدوها الأول! الذي يعلن عن نفسه جهارا نهارا بفجاجة وغلظه، مهما ادعت العشيرة  بأن المرأة مقدسة ، و أن الجنة تحت أقدام الأمهات ،  أفكار روجتها ومررتها النخبة السياسية المتنفذة في صناعة القرار والنخبة الثقافية المنافقة المحيطة بها والملتفة حولها ، والمرتزقة  منها ، و تغطي على جرائمها ما استطاعت ، و تبرر ما انكشف منها ، بدون وازع أخلاقي أو إنساني والهدف منها سلخ المرأة من قيمها وعاداتها وتقاليدها ولفها بعباية التغير مسيره لا مخيره ! ونسأل الله عز وجل أن يحفظ الأردن بعشائر الحرة الأبية وأن تعود اللحمة كما كانت عليه لتعود العشيرة قويه و صلبه ،للدفاع عن أمن الوطن وأمنها تحت الراية الهاشمية .
rum.hosp@windowslive.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد