دعوات .. وانتخابات

دعوات  ..  وانتخابات

24-10-2010 07:22 AM

في ظل هذا الزخم التحضيري للانتخابات القادمة للبرلمان الأردني , وبين دعوات رسمية تؤكد نزاهة وشفافية العملية الانتخابية , وأخرى تدعو للمقاطعة وعدم الانخراط بهكذا عملية تكرس المرفوض(حسب رأي هذه الفئة) , تتعالى الدعوات هنا وهناك  وبين مد وجزر و بين شارك أو قاطع , وما بين من يملك الحقيقة ومن يزيفها . نحاول هنا أن نناقش المسألة بكل موضوعية وعقلانية , دونما تأثر عاطفي , أو حشو ديماغوجي أو فزلكة شعاراتاية .


 ونبدأ بطرح بعض التساؤلات في محاولة الإجابة والتوضيح،  هل من الضرورة أن تحقق العملية الانتخابية العدالة ؟ وهل أن المقاطعة هي التي ستكون عادلة ومنصفة ؟ ألا يعلم المواطن الأردني أن أجداده قد بذلوا النفيس والغالي , وقدموا التضحيات تلو الأخرى للوصول إلى ما نحن عليه الآن من حالة ديمقراطية تحسدنا عليها أمم كثيرة وعديدة , تفتقد أدنى حدود الديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر ؟ ألم نعلم أبناءنا أننا كنا الأوائل في التجربة البرلمانية , في حقبة العشرينات , وقبل العديد من الأمم الأخرى والمشهود لها بالحياة السياسية الحزبية الديمقراطية ؟ ألسنا نعلم أن كثيرا من الأمم قد دفعت دماء أبنائها الغالية للوصول إلى الحرية والديمقراطية وأننا وصلنا إلى هذه الحالة بالحكمة والتشاور والإجماع , تظللنا خيمة هاشمية عظيمة الشأن والشرف ؟ أم أن البعض يود لو أننا سفكنا دماءنا لتحقيق هذه الغاية النبيلة !.


 ألم نعلم أن الديمقراطية والشورى تبدأ وليدة , وتنمو بالحوار الحر والحجج المنطقية والواقعية , وتبادل الآراء , وتقييمها  وإشراك المواطن ومؤسسات الوطن في إتخاذ القرار ؟ ثم , ألسنا نعلم أن التغيير والتجديد والديناميكية السياسية هي التي تجعل الأمم عظيمة , وأن المنهاج السياسي الثابت وإلا متغير , يتهاوى رويدا رويدا حتى ينهار ويصبح هباءا منثورا , ليكون مادة تاريخية تدرس كحالة من الفشل والسقوط ؟.


 إن المعارضة الوطنية الحقة  تبذل كافة الجهود  في ظل الأنظمة الديمقراطية للمشاركة في العملية الانتخابية , لإيصال صوتها وتقديم برامجها وتشكيل الأحلاف والتحالفات واللوبيات لتنفيذ خططها , وإلا  فإنها تبقى مراقبة ومحاسبة للتيار الآخر , وهكذا دواليك .


من المستحيل أن تكون الديمقراطية على طريقة التيك أوي ,TAKE A WAY فهي ليست عبوة محكمة الإغلاق يجري تناولها حين نشاء،  إنما هي عملية ولادة وتنشئة وتربية  تثقف تاريخيا وتعلم لمجابهة المستقبل وتحدياته.


هل يعقل أن نواجه الإحباط المستشري بيننا بالمقاطعة والتخاذل بدلا من إشاعة روح الأمل والتصميم والعزم على التغيير والتجديد والتبديل ؟ ألسنا شعبا شهما يهب لنجدة أخيه في كل بقاع الدنيا , ويستقبله في أرضه ويطلق عليه لقب (المعزب) ؟ ألم نتألم مع الفلسطيني والعراقي والجزائري والبوسني والشيشاني والأفغاني .. وعندما يأتي دورنا الحقيقي في مداواة ألمنا وإثبات وطنيتنا الأردنية الحقة , وإثبات ولاءنا وإنتماءنا لهذا الوطن العزيز  نتنازل عن أبسط حقوقنا التي نفخر بها أمام الدنيا , ونستمع لأصوات مضللة , ولعلها تهتدي , تدعونا للمقاطعة وعدم المشاركة  وكأنما قدمت لنا الحل السحري لإنقاذ البلاد والعباد !.
adelabuobaid@maktoob.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد