لماذا الاستقالة من الأعيان؟

لماذا الاستقالة من الأعيان؟

25-10-2010 12:49 AM

أعتقد والاعتقاد من أعلى مراحل اليقين في اللغة بأن الدستور قد نص بلغة ودلالة واضحة لا لبس فيها ولا غموض على أن السلطة التشريعية تناط بمجلس الأمة والملك ، وأنّ مجلس الأمة يتألف من مجلسين : مجلس أعيان، ومجلس نواب.

ويتم تعيين الأعضاء من قبل جلالة الملك مباشرة ضمن شروط حددها الدستور، خلافا لأعضاء مجلس النواب الذين ينتخبون (برفع الياء) من الشعب ومدة العضوية في مجلس الأعيان أربع سنوات، تماما كما هو الحال في مدة مجلس النواب.

ويمكن لكل من مجلس النواب أو مجلس الأعيان اقتراح مشروع قانون، ورفعه إلى الحكومة لإعداده ومن ثم إرسال مشروع القانون إلى مجلس النواب لدراسته، ومن ثم إلى مجلس الأعيان لدراسته ومناقشته كذلك،  وفي جميع الأحوال، يجب أن يقر مجلسا النواب والأعيان كل مشروع قانون، ومن ثم يرفع إلى جلالة الملك للمصادقة عليه، وإضافة إلى هذا الدور التشريعي المناط بمجلس الأعيان، هنالك دور رقابي يتجلى واضحا في الرقابة على أعمـال السلطة التنفيذية (أعمال الحكومة)من خلال عدة وسائل وهي : السؤال، والاستجواب، والتحقيـق، والمناقشة العامة، ومناقشة الحكومة في كل ما يراه من مواطن الخلل.

ولمجلس الأعيان الحق في توجيه الأسئلة، والاستجوابات للوزراء، مناقشة قانون الموازنة العامة، ومحاكمة الوزراء، وذلك من خلال مجلس عالي يشكل في حال اتهام احد الوزراء ،  بعد هذا الذي جاد به القلم - وأنا على علم وقناعة تامة، أن ما جاء به معلوم لدى القراء الكرام في ما يتعلق بمجلس الأعيان ووظيفته التشريعية والرقابية التي لا تكاد تختلف عن وظيفة مجلس النواب.

و أجد نفسي راغبة في معرفة الأسباب الموجبة لبعض السادة الأعيان التي تدفعهم إلى تقديم استقالتهم من عضوية مجلس الأعيان، والانضمام إلى قائمة المرشحين لمجلس النواب، علما أن كل من في هذه القائمة يرى في نفسه القدرة على أداء واجب الأمانة والمسؤولية في خدمة الوطن، والمواطن، وقضايا الأمة- تحت قبة البرلمان- بصدق، وأمانة، وإخلاص، وبمستويات فكرية وثقافية ورؤى متفاوتة.

فلماذا هذا الانتقال بين جناحي السلطة التشريعية (من مجلس الأعيان إلى مجلس النواب)؟. هل مساحة الحرية في مجلس النواب أكبر منها في مجلس الأعيان؟. هل الصلاحيات الممنوحة للنائب تتميز عن صلاحيات العين كما ونوعا؟. هل تتفاوت القدرة بين النائب والعين في موضوع خدمة الوطن والمواطن؟ .

أسئلة واستفسارات جاد بها القلم- ورغبت النفس في الإجابة عليها وهو يقرأ ويسمع عن أعضاء في مجلس الأعيان والقلب فيه متسع لهم من المحبة، والاحترام، والتقدير، والاعتزاز بهم تشرفوا بثقة جلالة الملك- حفظه الله ورعاه- يقدمون، أو يحاولون تقديم استقالاتهم، ليتمكنوا من النزول إلى ميدان المنافسة على عضوية مجلس النواب، بعد اعتلائهم مكانة لائقة، تمكنهم من أداء واجب الأمانة والمسؤولية بثقة، وعزيمة، وأريحية، بعيدا عن الدخول في معارك انتخابية غير مضمونة نتائجها . أسئلة واستفسارات تتمنى الإجابة من الذين أحلل الله عقدة من لسانهم، ومنحهم بسطة من العلم، وفنون السياسة ومتاهاتها ، وتشرفوا بخدمة الوطن والمواطن في مواقع القيادة والمسؤولية. حفظ الله مملكتنا، وقيادتنا الهاشمية الباعثة على الفخر والاعتزاز.
jabur_88@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد