بين مطرقة الضمير وسنديان العشيرة

بين مطرقة الضمير وسنديان العشيرة

26-10-2010 11:57 AM

         " إن الضمير لا ينبت ذاتيًا في مشاعرنا وأخلاقنا كما تنبت أسناننا في أفواهنا أو أعضاؤنا في أجسامنا، ولكنه حركة من تحركاتنا النفسية التي تطلقها حياتنا دفاعًا عن حياتنا"

        هذاالسِجالُ الذي لا يكلّ ولا يملّ بين مطرقة ضمائرنا وسنديان عشائرنا يظل يلحُّ ويلهج ويجرح ويداوي مُذ إعلان أحد أفراد العشيرة الدخول الى معمعة الانتخابات حتى يوم التصويت  وظهور النتائج. هذه المعركة التي لانعرف  أخلاقًا لها ولا يحدها حد، ولا تنتظم تحت بند من البنود هي مسألة نسبية تصعّدُ وتدنو بلا ضابط أو رابط.

        لا أعتقد أن أحدًا يتظلل بظل مملكتنا الحبيبة إلا ويمتّ له أحد المرشحين بسبب سيان من قريب أوبعيد،  فهو مُلزمٌ تحتَ وطأة اتباع العشيرة أو صلة القرابة  وإلا اُعتِبر خائنًا للعرف العشائري وهو القائم على تفريق شمل العشيرة وووحدتها، ووطأة الضمير إن كان هذا المرشح الذي يرتبطه به لا يستحق منحه وتقليده تلك الأمانة.

        هنا يأتي دور النفاق والتلميع والتزوير  "الاجتماعي" الذي لا بدَّ منه حتى لا تتلقى أسنة الاتهامات بالغدر والخيانة واحتلال ألقاب أنت بغنى عنها، يظل شبحها يلاحقك الى " ولد الولد"، فمجتمعنا الأردني مهما وصل الى درجة من الوعي والثقافة يظل قابعًا تحت سطوة التقاليد العشائرية المميتة أحيانًا.

        أعجبني أحد الشعارات البراقة لأحد المرشحين يتحدث عن التفرقة في المجتمع " أصل التفرقة في أي مجتمع سؤال من كلمتين: أنت منين؟" ولكن باعتقادي أن خلف هذا الشعار أيديولوجية لا تنفذ من العشائرية أو أحد تلك المسميات وإن أختلفت.

أنا لست ضد العشائرية فهي أساس تماسكنا وحدتنا ولكن متى سنفلت من  تجبرها الجائر أحيانًا؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد