صوتك هو الأغلى ! لا تلوثه بغير مداد الضمير !

mainThumb

27-10-2010 07:11 AM

الناس في حيرة من أمرهم،جميع المرشحين يدعون إلى وحدة الصف والبحث عن العيش الرغيد والحفاظ على أمن المواطن الأردني وأمانه ، بل أن شعاراتهم معجزات، فهذا هو الموسم الحقيقي للانتهازيين للوصول إلى البرلمان ومنه إلى سدة الحكم، أقيمت المقرات الانتخابية بمهرجيها من أصحاب الخطب الرنانة الذين يعرفون العزف على وتر الشعوب فاتفقت علنا  مع المتطلبات القانونية للعملية الانتخابية،ولكن اختلفت نواياهم في المرات المظلمة من دهاليز العملية السياسية.
 

نعم يدرك المرشح للانتخابات أن ليس هناك تداول للسلطة، ولا يوجد حزب قادر على تشكيل الحكومة ولا حتى القدرة على حل الحكومة، وطريق الوصول للحكومة هو الشعب المغلوب على أمره ،والمقهور في عيشه والراكع تحت الغم والهم غلبة الرجال و ثقل الدين ، فلذلك جاءت الدعاية الانتخابية وبرامج المرشحين بأحزابهم وتكتلاتهم والمستقلين منهم  على النقيض من برامج الحكومه ، ليكسبوا تعاطف الشعب ، والفوز بأ صواتهم ، كيف لا ؟ وعدو الحكومة صديق الشعب !.


لا توجد هناك خطوط واضحة واستراتجيات ظاهره ولا برامج عقلانيه لمسار العمليات الانتخابية ، لأنه لا يوجد استقرار  اقتصادي وأمني للمواطن ولم يكفل الدستور حق الرعية وإنما كفل حق الرعاة ، فلذلك أصبحنا  غير قادرين على التعامل مع المتغيرات المحيطة بنا اقليميا وعالميا  بروح الند وإنما بروح التابع،  والسبب هو تداول السلطة بين فئة محدده من الشخصيات الاردنيه وكأن الحكومة ورئاستها ولاية أزليه بين فئة من الناس ، وليس من العجب أن نسمع عن أربع رؤساء للحكومة من فخذ واحد  وأكثر من عشره على قيد الحياة ، أطال الله في عمرهم ! وعمر أحفادهم للمراحل القادمة.
 
نحن نعيش في  دولة المؤسسات والدستور الدائم بتعديلاته التي لا تنقطع ، دولة الحقوق والواجبات للمسؤولين ، دولة القانون والأنظمة على الشعب بتجمعاته العشائرية ، فالانتخابات اليوم تمثل خطوة نحو نضوج الفكر الأردني في المسيرة الديمقراطية ، لا ادعوا هنا إلى الامتناع عن التصويت ولا بمقاطعة الانتخابات وإنما بفرز مجلس نيابي من رحم هذه الأمة ،  ذو رؤية شموليه واضحة قادرة على حفظ حقوقها وصون كرامتها والوقوف ندا لا تابعا أمام المتغيرات  ، ولا أتوقع ذلك لان الغالبية العظمى من الشعب الأردني غسل دماغه طوال العقود الماضيه ، و سيبقى تحت التأثير  لسنوات قادمة ولا شك في ذلك ، ولكن المهم جدا إن الأردني على الرغم من ذلك  يواصل التخطيط للانخراط في العملية السياسية مبتعدا  عن العنف بكل أشكاله .


حينما نتكلم عن الحرية نعتبرها شكل من أشكال الديمقراطية وهذا وهم كبير فلا تقارن الحرية بالديمقراطية  ، فالحرية فطريه  وولدتنا أمهاتنا أحرارا ، أما الديمقراطية فهي السماح للشعب في الاشتراك في العملية السياسية من خلال صناديق الاقتراع ، فلذلك يحلم مواطننا بالديمقراطية الحقيقية القادرة على تشكيل حكومة  أو الانتظار في صف المعارضة للاطاحة في الحكومة من خلال الاقتراع في الدورة الانتخابية القادمة، ولكن لازلنا في الأردن نحلم بالديمقراطية الحقيقية ، و للأسف النظام الانتخابي الحالي لا يعطي معنى للديمقراطية سوى( ديمومة الحكم).

نحن في الأردن نسعى للوصول إلى النظام الديمقراطي رغم كثرة العثرات ، والفساد الإداري والمالي ، والمواطن العاجز عن توفير الحياة الكريمة لأبنائه ، وعلى الرغم من ذلك أصبحنا نفرق بين المرشح الوصولي والانتهازي ، الطامع بصوته للتسلق الىدفة الحكم والمرشح القادر على أن يخدم الأردن وشعبه ويقوده إلى بر الأمان ،وأن بقيت العشيرة بإفرازاتها تضرب بيد من حديد على رؤوس مواطنيها ، فلا عجبا أن ترى المتورطين ماليا وأخلاقيا  وأدبيا  ضمن القائمة المرشحة للانتخابات وبدعم من العشيرة ؟ وان كانت فرصة النجاح معدومة، فالعيب ليس فيهم أو بالتعصب الأعمى لعشيرتهم وإنما العيب في القانون الذي سمح لهؤلاء بترشيح أنفسهم وفاقد الشيء لا يعطيه لأننا لانتوقع تشريعات تحافظ على الأمن والأمان والكرامة و الأرض والعرض ممن امتهنوا أو  احترفوا اللا أخلاق في حياتهم اليومية ، وهنا لا أقصد شخص بعينه وإنما أشخاص كثر، وعلى الرغم من إفرازات القبيلة والعشيرة ، لكنني وجدت  بأن النضج الفكري عند البعض منهم يبشر بمستقبل واعد ومشرق عمليا وواقعيا .

أخي المواطن أنت قادر على أن تطيح بصوتك أكبرهم من على سلم  المجلس ، أن صوتك هو الأغلى  هو الحاضر والمستقبل لك ولشعبك وللأردن المبارك هو الذي يمثل مدنيتك وحضارتك وثوابتك فلا تلوثه بغير مداد الضمير ورجاحة العقل ، فاذهب إلى صندوق الاقتراع ، وأعط صوتك لمن يستحقه حتى لوكان بينك وبينه عداوة ، فصوتك صوت الحق لا يقدر بثمن .
 
 
إما من أرادوا  مقاطعة الانتخابات، هو حق لهم وكفله الدستور وقد تكون طريقتهم السلمية  للهروب من المسؤولية لأنهم فشلوا في انجاز الحد الأدنى من وعودهم الانتخابية لدوائرهم وهذا أمر واقع ، ولكن من هنا أدعوا  الساسه( الحكومه) إلى عدم الإمعان في خذلانهم للآخرين ، لان ذلك يقود الأردن إلى سلسله من المقاطعين للانتخابات وهذا يمهد الطريق  لمن لهم الباع الطويل في الانتهازية والوصولية الى البرلمان ، وبالتالي ستسلط عصا غليظه من مجالس الحكم من سلطه تنفيذيه وتشريعيه لإدارة البلاد وقهر العباد من استصدار القوانين والموافقة عليها والوضع يسير من سيء إلى أسوأ .
 

أسأل الله عز وجل أن يحفظ ملك البلاد وأن يرزقه البطانة الصالحة للسلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) ، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وأرزق أهله من الثمرات تحت الراية الهاشمية، آمين يا رب العالمين.
rum.hosp@windowslive.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد