المقاطعة واللعبة الديمقراطية
كيف لمن رضي باللعبة الديمقراطية أن يرفض قواعدها وتبعاتها وإفرازاتها؟ فكما أنَّ المشاركة في العملية الانتخابية حق لكل مواطن لا يجوز لأحد أن يمنعه منه، فإنَّ المقاطعة خيار لمن أراد، ولم يقتنع بالعملية الانتخابية، لأي سبب كان، وكل ذلك ضمن اللعبة الديمقراطية. وعليه فإنّه لا يجوز لأحد أن ينكر على أحد، ولا ينبغي لأحد أن يزاود على أحد، فالمشاركة موقف والمقاطعة موقف، يتوازيان ولا يتقاطعان، ولا بد منهما لتكتمل اللعبة الديمقراطية، فالمشاركة الكاملة مستحيلة، والمقاطعة الشاملة غير ممكنة.
وقد كانت المقاطعة وما زالت خياراً يمارسه الناخبون في كل ديمقراطيات العالم، سواء أعلنوا عن ذلك، أم مارسوه بصمت بامتناعهم عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
وفي الأردن، أعلن البعض مقاطعتهم للعملية الانتخابية، لأسباب ذكروها، وبغض النظر عن الأسباب ووجاهتها، فإنَّ هذا حق لا يجادل فيه أحد، فأي جهة ترى أن من مصلحتها عدم المشاركة، فالمنطق يتطلب المقاطعة، خاصة إن كانت مبنية على رأي القواعد وضغوطها.
وكان المستغرب بل والمستهجن هذا الهجوم المغرض من البعض على المقاطعين، واتهامهم بالهروب، والتخلي عن مسؤولياتهم، وتمترسهم بأسباب غير مقنعة، واشتراطهم تحقيق مطالب تعجيزية غير ممكنة. وكأنَّ هؤلاء لا ينامون الليل حباً للوطن وخدمته وبذل كل جهد في سبيلة، وما يدفعهم إلى التعريض بالمقاطعين إلا المصلحة الوطنية. ولكنَّ المدقق في هذا الهجوم يدرك أنَّ هؤلاء يلعبون في الوقت الضائع، وأنَّ جُلَّ أمانيهم أن يستمر المقاطعون في مقاطعتهم، وأن يتشددوا في مطالبهم، لتخلو لهم الساحة، وليحققوا مآربهم بعيداً عن المزاحمين الذين لو شاركوا لما كان لهم من الكعكة نصيب! ولو كان عندهم ذرة شك في أن يتراجع المقاطعون إستجابة لهم، فإنَّهم سيفضلون أن تقطع ألسنتهم وأيديهم ولا يكتبون معزرين مستهجنين!
وبعض المهاجمين يدركون وهم الخصوم الألداء أنَّ اللعبة لن تكون مثيرة أو مقنعة إلا بمشاركة المقاطعين، لأنَّ الهزيمة أمامهم فوز، بينما الفوز بغيابهم خسارة، أو فوز منزوع الدسم لا طعم له ولا لون ولا رائحة!
ولو عدنا إلى البدايات لوجدنا أنَّ الحكومة تعمدت وضع المقاطعين في هذه الخانة، فمن يحرص على المشاركة ويسعى لها، يفترض أن يحترم الأطياف السياسية قبل أن يصدر قانون الانتخابات المؤقت، وأن يستمع لرأيها، وإن لم يأخذ به، أما أن يصدر القانون بتفرد فلا يأمل من الجميع أن يصفق له وينساق إلى لعبة هو من رسم قواعدها وحده دون اتفاق أو حوار مع بقية اللاعبين! فالبدايات البائسة تستدعي نهايات أشد بؤساً!
إنَّ من واجب كل حكومة تشرف على انتخابات أن تُحسِّن ظروفها وشروطها، وأن تمارس الشفافية والنزاهة عملاً لا قولاً، لأنَّ العزف المكرور في مناسبة وغير مناسبة على وتر النزاهة والشفافية قد يفقد الناخبين ثقتهم بإمكانية تحققهما فعلاً، لأنَّ هذا الإدعاء كان الشعار الأعلى الانتخابات السابقة، وكلنا نعرف ما تحقق فعلاً على أرض الواقع!
وعندما يصدر البعض صكوك غفران لمن يشارك، وصكوك حرمان لمن يقاطع، تبلغ اللعبة منعطفاً خطراً، فحسب وزير عامل، فإنه ليس من حق من قاطع أن يعترض على القوانين التي تصدر عن مجلس النواب القادم، ولعمر الحق إنَّ هذه عبقرية غير مسبوقة، وإقصاء لم تأخذ به محاكم التفتيش في ذروة إجرامها وطيشها، وليس أمام الحكومة لتطبيق رأي الوزير الجهبذ إلا أن تحصر أسماء المقاطعين، وتصدر بحقهم قرارات منع وحرمان من الكلام والكتابة والاعتراض بأية صورة من الصور، لأنَّ المواطنة –حسب الوزير- لا تكون مواطنة إلا بالمشاركة في الانتخابات، وبودي أن أسمع رأي معاليه في مريض منعه مرضه الشديد من المشاركة في الانتخابات، كيف سيكشف عن قلبه، فهو عملياً لم ينتخب أي قاطع مكرهاً، ولكن لا دليل على أنه سيشارك لو كان صحيحاً معافى! فهل هذا مواطن كامل المواطنة والأهلية؟ أم هو مقاطع مشاغب؟ أم هو من أهل الأعراف؟! وهل كل حجاج بيت الله الحرام هذا العام الذين لن يشاركوا بالانتخابات مقاطعون لا يتمتعون بالوطنية كما يفصلها معاليه؟!
ثمَّ إنَّ البعض يتمترس خلف الآيات القرآنية، والفتاوى الشرعية، للحث على المشاركة ونبذ المقاطعة، وهذا توظيف سياسي مرفوض للدين، فالدين أسمى من أية انتخابات، ويجب أن لا نستخدمه سلماً لمآربنا ونزواتنا، فالدين ليس لعبة نلعب بها عندما نشاء، ونركنها جانباً عندما نشاء. ولنترفع عن توظيف الدين في الانتخابات سواء أكنا مشاركين أو مقاطعين. فالدين ليس مسؤولاً عن ظروف وأوضاع لم يصنعها ولم يكن سبباً فيها. ورحم الله الشهيد سيد قطب إذ يقول: خذوا الإسلام جملة أو دعوه!
وأخيراً، فإنَّ المقاطعة كالمشاركة، كلاهما مطلوب، وإذا كان يهم الحكومة أن تزيد نسبة المشاركة فهذا شأنها، وعليها أن تقنع الناخبين بجدوى المشاركة والانتخاب، فالكرة في ملعبها هي. أما المقاطعون فلو آمنوا بجدوى المشاركة لفعلوا، فلا أحد يحب أن يكون بعيداً عن الأضواء، والطبخة اللذيذة تتناوشها الأيدي دون تردد!
الدور الأمريكي والإسرائيلي في إثارة الفتن الطائفية
ايران وإسرائيل ترفع رايه النصر .. فماذا يرفع العرب
إيران من اوهام الهيمنة إلى فرصة المصالحة
3124 مركبة كهربائية أخرجت من قيود المنطقة الحرة
أسرة تجمع الأطباء الأردنيين في ألمانيا تهنئ ولي العهد
نادي الجالية الأردنية بعُمان يهنىء ولي العهد
الاحتلال يزعم اغتيال أحد مؤسسي القسام .. فمن هو
أمريكا تعمل على تحقيق إنهاء الحرب على غزة
استشهاد 3 مواطنين وإصابة اثنين بغارات إسرائلية على جنوب لبنان
انطلاق فعاليات معسكرات الحسين بعمان وإربد وعجلون وجرش
عناب تؤكد أهمية تغطية فوائد القروض على السياحة في الأردن
دول تعلن حالة التأهب .. توقّعات بتسجيل درجات حرارة قياسية
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات 240 موظفاً في التربية .. أسماء
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مقطع مضحك من مسلسل أردني يُثير التفاعل .. فيديو
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
مطلوبون لتسليم أنفسهم أو وضع أموالهم تحت إدارة الحكومة .. أسماء
مهم من الحكومة بشأن ارتفاع أسعار البنزين والديزل
أمين عام وزارة التربية يعلق على روقة إمتحان الإنجليزي المزيفة
الحكومة تقر توحيد تعرفة التاكسي ودعم النقل العام
ضبط سائق شاحنة تسبب بتلف 15 كم من الطريق الصحراوي
بحضور أبرز الفنانين .. الإعلان عن موعد وفعاليات مهرجان جرش
حرارة تلامس 50 مئوية بسبب قبة حرارية لاهبة .. تفاصيل
هام من الضمان لكافة المؤمن عليهم والمتقاعدين
شركات طيران تستأنف رحلاتها إلى عمّان وأخرى تمدد التعليق