هل تُضحي الحكومة بالجنين لتعيش الام ؟

هل تُضحي الحكومة بالجنين لتعيش الام ؟

03-11-2010 04:39 AM

المتابع للحراك الانتخابي للمرشحين لعضوية المجلس السادس عشر بين الناخبين الذين يحق لهم الاقتراع في المملكة ، يلاحظ وجود حالة شديدة من الإحباط وعدم الرغبة بالمشاركة من قبل هؤلاء المواطنين ، لأسباب كثيرة تتعدى الدعوات التي تطلقها أحزاب المعارضة ( حزب جبهة العمل الإسلامي وحزب الوحدة الشعبية) لمقاطعة العملية الانتخابية التي ستجري في الأسبوع القادم ، ولعل الهاجس الأكبر الذي يسيطر على أحاديث المواطنين الذين لا ينوون المشاركة في هذا العرس الديمقراطي !!! أنه لا تغيب عن ذاكرتهم ما حصل في انتخابات برلمان 2007 حين مارست الحكومة تزويراً مفضوحاً يندى له الجبين وقامت وقتها بتحديد أسماء الناجحين في ذلك المجلس قبل الانتهاء من فرز كافة صناديق الاقتراع !!!!

الحكومة هذه الأيام ، بين مطرقة إتمام العملية الانتخابية دون أي اتهامات بالتزوير وبين سندان الإشاعات والأقاويل التي يتداولها المواطنون نقلا عن العديد من المرشحين الذين يدعون أن قائمة المجلس القادم بحوزتهم !!! وأن الضوء الأخضر قد أُعطي لهم للترشيح لأن مقاعدهم مضمونة ضمن التركيبة القادمة للمجلس!!! لعل الحكومة والأجهزة المعنية بالعملية الانتخابية لم تدرك بعد ، أن سكوتها – لغاية اللحظة - على العديد من الممارسات التي يقوم بها بعض المرشحين من أصحاب المال السياسي الفاسد والمشكوك في مصادره !!! والذين تتواتر الأنباء عن قيامهم بتقديم الرشوة السياسية لمواطنين لبيع أصواتهم وضمائرهم !!! ، حيث الكل يتساءل : لماذا الحكومة صامته صمت أهل الكهف لغاية الآن على هؤلاء الفاسدين والمفسدين ، ألا يشجعهم سكوت الحكومة على ممارساتهم الفاسدة في إفساد المجلس القادم إن وصلوا بمالهم الفاسد إلى قبة البرلمان ، وألا تدرك الحكومة أن من يشتري صوتاً لا يمنعه ضمير أو أخلاق من بيع وطنه بالتأكيد ؟؟؟ إذا كان هدف الحكومة هو رفع نسبة المشاركة فهل تريد أن تضحي بالجنين ( مصداقية الانتخابات ونزاهتها ) مقابل أن تعيش ألام ( إجراء الانتخابات ونسبة المقترعين ) ؟؟؟؟

على الحكومة التي تفتخر بتحقيق إنجازات قياسية على المستوى الأمني أن تحرك أجهزتها فوراً لوضع الأمور في نصابها الصحيح ، لأن استمرار سكوتها على هذه التجاوزات يعني إقرارها ضمناً بتزوير الانتخابات من قبل هؤلاء المرشحين.

هذه الانتخابات هي الفرصة الأخيرة لإثبات جدية الحكومة – بعد تجربة 2007 - في إنجاز انتخابات نزيهة كما صدرت الأوامر الملكية بذلك ، حيث ان التغاضي الحكومي عن زعم بعض المرشحين بوجود قوائم لأسماء أعضاء المجلس المقبل – كما ثبت حدوثه في انتخابات 2007 بين ثلاث شخصيات سياسية نافذة في ذلك الوقت - ، والتغاظي عن المال السياسي الفاسد ، بالإضافة إلى وجود النية الجادة لدى الحكومة لمنع أية محاولات للتزوير في يوم الاقتراع وأثناء الفرز ، يستدعي من الحكومة والأجهزة المعنية ان تضبط حساباتها جيداً للخروج بانتخابات نزيهة وحرة كما كررت وأكدت دوماً، لأن الخسائر السياسية والاجتماعية المتوقعة إن استمر الصمت الحكومي لإجراء الانتخابات ضمن هذه المعطيات ، سيكون أضعاف أضعاف ما تعتقد الحكومة أنها ستحققه في ظل هذه المخاوف المتداولة !!!

الغريب في موضوع الانتخابات القادمة، أننا كشعب وصلنا إلى مرحلة نطالب ونصّر بل وقد نترجى الحكومة ونبوس على رأسها بأن تعطينا انتخابات حرة ونزيهة !!! زمان غريب وعجيب ... أليس كذلك ؟؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد