اللي في القدر بتطلعه المغرفة

اللي في القدر بتطلعه المغرفة

07-11-2010 03:08 AM

 عما قريب وبعد أيام قليلة ينفض السامر الانتخابي باختبار كوكبة من أبناء الوطن تمثل الأمة في  مجلس النواب ، ولقد أثبت الشعب الأردني طوال المرحلة السابقة أنه صدع لتوجيهات سيد البلاد على صعيد المشاركة أو التفاعل لإنجاح هذا العرس الديمقراطي ، ولقد نجح المجتمع كله سواء من شارك أو من قاطع ،ولكل رأيه الذي تحترمه  ، لأنه رأي صادر عن قناعات معينة ليس هذا مجال الخوض فيها أو نقدها وتقويمها تقويما موضوعيا .

 

وما بهمنا في هذه الأيام الحاسمة ،ولحظات المخاض الانتخابي ،هو بعض ما نتمناه على أبتاء الوطن  في المحطة الأخيرة بعد أن قدم هذه المجموعة المختارة من أبنائه إلى قبة البرلمان ،ما نتمناه بالدرجة الأولى هو الالتزام بالقانون منذ بدء عملية الاقتراع وحتى إعلان النتائج ، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو فرحتنا  كالتجمهر أمام أبواب أماكن الفرز والاقتراع للتأثير على حرية المقترعين في اختيار مرشحيهم ، وعدم إحداث الفوضى والضوضاء التي تسيء إلى مجموع المقترعين .

 


إن يوم الانتخاب هو يوم شديد الحساسية ،وشد الأعصاب ، لذلك علينا أن نتحلى بمزيد من الأناة والصبر والعقلانية ، وأن ندع التعصب والعصبية حتى تسير العملية الانتخابية على أكمل وجه ، وإن جميع الممارسات السيئة التي نعرفها في هذا اليوم والمضايقات والقيام بالممارسات غير المسئولة واستخدام العنف اللفظي والذهني والجسدي في محاولة للسيطرة على آراء الناخبين وهم يتوجهون إلى الصناديق ،ما هي إلا  ممارسات مرفوضة مجتمعيا ،ولا يمكن أن تؤثر على الناخبين المتوجهين إلى الصناديق بعد أن فكروا جيدا ،وقرروا من سيكون ممثلهم تحت القبة ، لأنه من المفترض أن يكون الناخب قد حزم أمره وقرر لمن يعطي صوته دونما تردد ومهما كانت الظروف.

 

إن الرهان الحقيقي معقود على أبناء شعبنا في هذا اليوم لإعطاء وسائل الإعلام الأجنبية والعربية والمحلية التي ستنقل سير العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها صورة ناصعة نقية عن أجواء الانتخابات التي أردناها جميعنا وبإرادة صادقة من الدولة والحكومة الأردنية بأن تكون نزيهة وشفافة وتقف من الجميع على مسافة واحدة وأرادت أن تعبر النتائج عن إرادة المواطنين الحقيقية لتعطي صورة ساطعة مضيئة عن واقع الحال في وطننا الحبيب .

 


ما نتمناه في هذا اليوم أن نشهد أفراحا حقيقية هي محصلة اختياراتنا لمن يمثلنا ، وحتما سيكون الفائز،وسيكون من لم يحالفه الحظ ، ولكن هذه هي طبيعة العملية الديمقراطية و ( اللي في القدر بتطوله المغرفة) ، وبما أن الأمر كذلك نتمنى أن لا نرى ما يعكر صفونا ويفسد فرحة الوطن ،كإطلاق الرصاص فرحا بنجاح ،أو غضبا لإخفاق ، وألا نرى -لا سمح الله - في مدننا وقرانا ومقراتنا أية مظاهر للتوتر كتطويق قوات الدرك وطواقم  سيارات الإسعاف والشرطة والدفاع المدني لأحبائنا وببيوتنا، ما نتمناه أن نرى يوما وطنيا جميلا خاليا من  المشاجرات والعصبيات وكل مظاهر الاستفزاز والعنف لأن الخاسر هو الوطن ، ولأن علاقاتنا وروابطنا الاجتماعية والعشائرية بين أبناء الوطن الواحد هي كل ما سيبقى لنا ،وهي الشاهد على أننا أمة متحضرة تستحق أن يطلق عليها دولة مؤسسات المجتمع المدني ودولة القانون .


drtarqm@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد