إلى أين ما بعد سكون العاصفة

mainThumb

10-11-2010 04:50 AM

 يوم جميل ومشرق  انتظرناه طويلا باتينجلي وتمر ساعاته بسرعة والمتمثل  في انتهاء مراسم العرس الديمقراطي الأردني الذي تهافت في المشاركة في  برنامجه المحوري إلا وهو حق الاقتراع ، الصغير قبل الكبير، والأمي قبل المتعلم ، إلى أن تم الإعلان عن ولادة مجلس نيابي جديد.

إن المتتبع لمجريات هذا اليوم الوطني من بدايته أي منذ حوالي الساعة السابعة صباحا ، والذي شهد فيه الأردن والأردنيين عملية الانتخابات النيابية، يلاحظ أنه كان من أهم الأيام التي استثمرت فيها الحقوق الدستورية بحرية تامة وبمحض الإرادة والتعبير عن الرأي والمشاركة الديمقراطية، وهذا كله تمثل في عملية  حرية الاقتراع، وكذلك من خلال ما لمسناه من إجراءات جادة قامت بها الحكومة والأجهزة الأمنية بفاعلية عليا كان الهدف منها هو المحافظة على سير العملية الانتخابية  ومنع اي من عمليات التزوير والخداع للمساهمة فيدعم فلان أو علان ، رافضين في الوقت نفسه أي نوع من أنواع المخالفات التي من شانها الإساة الى نزاهة العملية الانتخابية.

قام جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله اليوم بمتابعة سير العملية الانتخابية بنفسه، وذلك من خلال اجتماعه اليوم مع اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات النيابية ومتابعة اخر التطورات ساعة بساعة، وكذلك من خلال توجيهاته التي أمر بها الحكومة والقائمين على الانتحابات لتطبيقها وذلك من أجل أن نثبت للعالم وللأردنيين بلذات الذين امتنعوا عن القيام بعملية التصويت ورفضها أن هذه الانتخابات هي انتخابات حرة ونزيهه وتعبر عن إرادة الشارع الاردني  وليس كما ادعيتم وتدعون، وكذلك لا يجب علينا أنننسى ونغفل دور الحكومة في هذا اليوم وخصوصا دور رئيس الوزراء  ودور ووزير الداخلية ودور الاجهزة الامنية الذين كانوا لهم عظيم الجهد أيضا في متابعة والمحافظة على سير العملية الانتخابية  بفاعلية وبجدية مطلقة .

وسط أجواء من الفرحة الغامره والوفاء للوطن وقائد الوطن شارك في عملية الاقتراع ( مليون ومئتين وسبعة وخمسين الفا وتسعمائة وسبعة وثمانين ناخبا وناخبة ) مقسمين على محافظات المملكة ينتخبون 763 نائب منهم 137إمراه عن الكوتا النسائية ، سينجح منهم 120 فقط من ضمنهم 12 مقعد للكوتا النسائية،حيث بلغت نسبة الاقتراع العام في المملكة حسب مدير الانتخاب العام سعد شهاب حتى إغلاق جميع الصناديق الساعة السابعة مساءاً (53%) وهذه النسبة إن دلت على شي فإنما تدل على مدى وعي المواطن الاردني، ومن الجدير بالذكر أن من أعلى النسب التي سجلت في المملكة تركزت في مراكز بدو الشمال وبدو الوسط وبدو الجنوب حيث تراوحت النسبة من77_81%.

شاهدنا بعض من الايجابيات والسلبيات  التي تميز بها هذا اليوم الاردني،  ومن هذه الايجابات تسهيل عملية الاقتراع حيث لاتتعدى عملية الاقتراع بالنسبة لمواطن اكثر من بضعة دقائق ، وكذلك استخدام عملية الربط الالكتروني لضمان عدم التزوير وهذا كله ساهم في  سير العملية الانتخابية، ولكن من السلبيات التي حصلتلبعض من عمليات الخروقات والإنتهاكات مثل قيام مشاجرات في عدد من مراكز الاقتراع حتى انه أدت مشاجرة بين عشيرتين في مدينة (ك) الى اصابة شخصين بجروح والإسفار عن موت شخص اخر بالاضافة الى إطلاق نار كثيف أدى إلى إصابة شخصين في مدينة (ط) وحرق لمقرات وحرق لسوق للخضار في بعض من الدوائر الإنتخابية والتعدي على بعض الممتلكات العامه ، ومحاولة انتخاب لاكثر من مرة من قبل بعض الاطراف.

واخيراً وفي نهاية  هذا العرس الديقراطي الشاق ، وبعد الاعلان عن اسماء الناجحين(النواب الجدد) الذين تمكنوا من اعتلاء سدة المجلس لا يسعنا في هذه اللحظات الا أن نتقدم بأجمل باقات التهنئة  والتبريك لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه على هذا الإنجاز الأردني المتميز الذي شهدناه ، متمنيين من الاعضاء الجدد أن يشكلوا برلمان نيابي حر متماسك داخل بوتقة واحدة مبتعدين عن الاخطاء التي مر بها المجلس السابق همهم التشريع والرقابة وخدمة الوطن مبتعدين عن خدمة وتحقيق المصالح الشخصية ، ساعين إلى المساهمة في رفعة أردننا الحبيب ، وأقول للذين لم يحالفهم الحظ كانت مشاركتكم فعالة ومساهمة في التحلي بروح المنافسة ولكن مشيئة الله فوق كلشي .

ولكن السوال الذي نطرحه والذي لغاية اللحظة لا نستطيع الاجابة عليه ، هل سنرى مجلس نيابي حقيقي يمثلنا ويدافع عن همومنا، أم أن كل المجالس النيابية أصبحت كالمجلس النيابي الخامس عشر ؟







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد