فضيحة ويكليكس وخفاياها المبطنة والمستقبلية

mainThumb

02-12-2010 11:00 PM


شغلت وسائل الاعلام العالمية منها والعربيه وخصوصا الايام القليلة الماضية  إستمرار لفضيحه اخرى من فضائح الولايات المتحده الامريكية التي تعصف بها ما بين الحين والاخر، ولكن ما يميز هذه الفضيحة بانها فضيحة سياسية بحته لم تؤدي الى استقالة الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية كما حصل في فضيحة ووترغيت المشهوره، وقد تعصف هذه الفضيحة بالعلاقات ما بين الدول الى حد قطع العلاقات الدبلوماسية وقطع التبادلات التجارية .



كثرت الاحاديث  في الآونه الاخيره والايام الماضيه عن موقع ويكليكس ومؤسسه والوثائق التي قام بنشرها وكانت اخر الوثائق التي تم نشرها يوم الاحد المنصرم الذي صادف تاريخ 28/ 2010/11 وكان عددها ربع مليون وثيقه امريكية دبلوماسيه، وبمجرد الاعلان عن نشر هذه الوثائق  حتى وقبلها بعدة ايام من قبل اداره الموقع شاهدنا وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تظهر على شاشات التلفزه وتعتذر من الدول الحليفه  والصديقه لها عما سيرد في هذه الوثائق ، ووصفها ان هذه الوثائق هي قصة حزينه سيتاذى الكثير من خلالها قاصدة الاشخاص والدبلوماسيين الذين ذكروا في هذه الوثائق.



هناك الكثير من التحليلات والتساؤلات التي تجول في فكر كل منا بالنسبة لصدى مثل هذه الوثائق، ومنها هل هذه الوثائق صحيحه ام انها خاطئه، هل هناك هدف مخفي ادى الى نشر هذه الوثائق، هل جهاز ال   CIA له دور في تسريب هذه الوثائق الى موقع ويكليكس، إن المتتبع لقراءة  ومتابعة هذه الوثائق يلاحظ أن اغلبها يخص الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط الا وهيا الدول العربية واسرائيل وإيران وتركيا فعلى سبيل المثال تم طرح مئات الالاف من الوثائق التي تخص حرب الولايات المتحده على العراق ،



 واغلب هذه الوثائق هي صحيحه مئه بالمئه بالرغم من أنها لم تكن معلنه من قبل فالوثائق التي تاكد تورط المالكي والملشيات التابعه له في العراق ودعم ايران له في تصفية السنه كان واضحا من قبل ومتداولا الحديث فيه ما بين الاوساط السياسية ولكن هذه الوثائق جاءت مؤكده ومدونه بخط السفير الامريكي في العراق لكي تضفي حقيقة المالكي وموايديه الايرانيين في أن تتحول دولة العراق الى دوله شيعيه وتتبع الى ولاية الفقيه في ايران، وكذلك ما جاءت به هذه الوثائق معلنه ومؤكده عن تورط ايران في مساعدة ودعم الغزو الامريكي للعراق  وإسقاط نظام الشهيد صدام حسين كان معروفا من قبل ومصدقا به ولكن هذه الوثيقة جاءت لتؤكد مدى صحة تورط النظام الايراني في إسقاط النظام السني في العراق ليس اكثر.



نستنتج مما ذُكر سابقا ان اغلب الوثائق التي تم نشرها على المرحلتين السابقتين من قبل موقع ويكليكس هو معروف للجميع ولا داعي لاضفاء الشرعية على حقيقة مثل هذه الامور من خلال تسريب برقيات ورسائل السفراء الامريكيين الى الصحافة والاذاعة العالمية ، فهناك اسباب ودافع مبيتة النية أدت الى نشر هذه الوثائق وليس كما يقال ويزعم انه تم تسريب اغلبها عن طريق المجند الامريكي باردلي ماننغ الذي يعمل في سلك الاستخبارات العسكرية من خلال قرص مدمج كان عليه تلك الوثائق ،


 ولكن الحقيقة والواقع يؤدي الى طرح ثلاثة تحليلات لمعرفة سبب ومعنى وهدف هذه الوثائق ، فالتحليل الاول يقول أن المتنفذين في الحزب الديمقراطي وبمساعدة معاونيهم هم الذين شجعوا على تسريب مثل هذه الوثائق وخصوصا قبل ان يتم التحضير للانتخابات النصفية للكونغرس الامريكي التي يتنازع عليها الديمقراطيين والجمهوريين لا سيما ان الدراسات والاستطلاعات التي اجريت ما قبل خوض هذه الانتخابات كانت تؤكد ان الجهوريين هم الذين سيحصدوا اغلب المقاعد في مجلس الكونغرس فكان الحل بالنسبة للديمقراطيين لمنع الجمهوريين من تحقيق هدفهم هو نشر مثل هذه المعلومات التي ستودي الى تقليل شعبية الحزب الجمهوري والحد من فوزه بالانتخابات باعتباره هو المسؤول عن هذه الوثائق وما كتب فيها التي كانت متمثلة في ادارة بوش دبليو وبهذا سيقى الديمقراطيين هم الذين يملكوا المقعد الرئاسي واغلب مقاعد الكونغرس ولكن الانتخابات التي حصلت موخراً لم تحقق آمال الديمقراطيين بالرغم من جميع المخالفات التي حصلت.



السبب الاخر والواقعي الذي لمسته هو دور وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية CIA في تسريب مثل هذه المعلومات وتضخيم حجمها  وتعمد تغييب المعلومات  الهامه والاساسية والغير معلنه عن العمليات العسكرية والاستخباراتية الامريكية، وناخذ مثال سواء في افغانستان او العراق وهذا كله هدفه التعتيم ولفت الانتباه عما يعرف ويصطلح على تسميته بــ العمليات العسكرية القذره،



 فهل يعقل أن يتم  إختراق وتسريب مثل هذه المعلومات من اضخم وزارة في امريكا والعالم على الصعيد الامني الا وهي وزارة الدفاع (البنتاغون) بهذه البساطة والسهولة ، هناك اسباب مستقبلية سياسية وامنية يرمي الى تحقيقها البنتاغون من خلال تسريب مثل هذه الوثائق ومن اهم هذه الاهداف هو تقليب توجهات بعض الدول تجاه دول اخرى بما يصب في مصلحة وتحقيق طموحات الولايات المتحدة مستقبلاً.



واخر هذه الاسباب التي لمستها هو محاولة  استعادة السطوة الاعلامية الامريكية العالمية من خلال وسائل الاعلام الحديثة والتي اهمها الشبكة العنكبوتية وخصوصا بعد تراجع الدور الامريكي الاعلامي ومدى مصداقيته على الصعيد العالمي وبروز مواقع دولية اخرى نافستها وطغت عليها في المصدافية وخصوصا في ادارة بوش المنصرمة ، اذن نلتمس من هذا التوجه ان السماح لموقع ويكليكس وتزويده بهذه المعلومات بنشر مثل هذه الوثائق هو محاولة لتثبيت موقع ويكليكس عالميا كاحد المنافذ التي تحقق الرؤى والاهداف للسياسة الامريكية وهذا نمط جديد من العمل الاعلامي الذي افرزته العولمه القائم على سرد الحكايات والقصص بطريقة مجذبة للطرف الاخر لكي يقتنع وينسجم مع هذه الحكاية ويصدقها ويبقى يسمع لهذا الراوي بلهفه وبشوق لما يقوله وهذا هو حال العرب يسمعوا لهذه الحكايات والقصص ويصدقونها دون التعمق والبحث عن جذورها وراويها والهدف من الرواية.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد