حَدّثني أبي

حَدّثني أبي

05-12-2010 12:40 PM

إن من أكثر الأسئلة التي أتعرض لها هنا في غربتي هي كم عدد أفراد أسرتك؟؟ فأقول لهم بكل بساطه نحن سبعة شباب وست بنات? في بكين ربما هذا العدد يساوي عدد الأطفال الموجودين في عمارة كاملة!!!


فنحن عشنا وتربينا بكنف والد أمضى من عمره الستيني زهاء سبعة وثلاثين عاما يعمل بوزراة الصحة كموظف في العديد من المراكز الصحية مما وفر له فرصة سانحة لمساعدة العديد من المرضى وأصحاب الحاجة بحكم عمله, حتى أني أحيانا التقي ببعضهم وهم من يحدثونني بمساعدة والدي لهم قبل سنين عديدة.


فأبي-رحمه الله- تجسد انجازاته العظيمة بنا, فقد كان يؤمن بالرغم من تعسر حال المعيشة وسوء الظروف التي مرت بنا وقتها, إلا أنه كان لديه من الثقة الكبيرة جدا بنا, لانه مدرك تماما أن ما أفنى عليه حياته سيأتي ثماره علينا وعلى بلدنا يوما ما.
أخبرني يوما ما إحدى جُملِه التي لم أستطع تفسيرا لها إلا بعد 10 أعوام من الزمن حين قال لي: (المال يفنى والرجال اللي بتجيبه) هكذا قال وسكت, وانتهى مالديه من كلام. أُشبِه مقولته بالاردن الذي يؤمن بقدرات الشباب وان الاستثمار بالشباب هو الأجدى والابقى على المدى البعيد. وأن الشباب لديهم من الطاقات والمواهب الرائعه لإثباتها عمليا. من خلال خلال التشجيع وخلق الفرصه السانحه لهم.


 رحل والدي ولم يورِث من متاع الدنيا شئ , بل ترك لنا إرثا عظيما ونهجا مازلنا نتتبع خطاه وأثره في حياتنا. فهانحن الآن كل منا يخدم بلده بحسب ما يمليه عليه واجبه وبطريقته الخاصه.


أنا على يقين أن هناك العديد من هذه القصص لأباء و أمهات نهضوا بأجيال كاملة ولكن كل له أسلوبه وطريقته, فحُقِ لنا أن نفتخر بهم إذن. 

هؤلاء الذين أنشأوا تلك الأجيال كانوا كمن يعمل بصمت ولم يكونوا ينتظروا مِنا الثناء والتمجيد فنحن نعجز عن كلمات قد تخذل صاحبها أولا أمام ما قدموه لنا.

لذا, فهم ينتظرون أجرهم من خالقهم وطمعا بجنته,  فاللهم إجزهم عنا خير الجزاء.
وفي النهاية أقول: أمي,,, أدام الله عليكي ثوب الصحةِ والعافيه.
وسلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.


* طالب اردني - بكين-الصين

ali82taani@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد