الرأي الآخر

mainThumb

08-12-2010 07:57 PM

لماذايكون واجبا على الشخص كل الاحيان بالقول عكس اعتقاده ؟بكل بساطة كونه ان قال بما يؤمن به بكل وضوح وبكل صراحه فأنه بهذه الحاله سوف يسبب له ولنفسه مشاكل على الاغلب هو بغنى عنها ، ولهذا هو يختار درب السلامه التوافقي على تسمية اهل السياسه ، على ضوء ذلك فأن الشخص يكون لنفسه قناعه لا يتكلم بها علنا امام الناس ويبقي هذه القناعه لنفسه .


اما اذا اضطر لان يدلي برأيه في امر هو اصلا لا يؤمن به فامامه خياران الخيار الاول تجنب الخوض في هذا الامر كي لا يقع في اخطاء منها ان يكذب او يناقض نفسه ومنها تصيد البعض لاخطائه وسقط الكلام والسهو والخيار الثاني التحدث بلهجه لطيفه فيها نوع من المراوغه ليتجنب الوقوع في مخالفة الرأي او المعارضه ويبتعد عن معاكسة المحاورين ،



فأن الناس وخصوصا في مجتمعنا الذي نعيش يمقت ويزدري كل رأي او قول مخالف حتى وان كان صحيحا وليس على استعداد لقبوله اطلاقا أو انك تعتبر من قبل المجتمع ان امنت برأي او قلت رأي يخالفهم او يخالف اجتماعهم يتصدى لك المرجفون واللذين في قلوبهم مرض ليتهموك بالسعي للشهره والظهور كونه لا يوجد في مجتمعنا ثقافة الاخر،كون هذه الثقافه من الفرائض الغائبه في مجتمعاتنا واستبدلوها بامثال غير محببه وغير منصفه منها خالف لتعرف وقد نسوا او تناسوا بان الله سبحانه وتعالى لم يخلق الناس متفقين بل خلقهم مختلفين ففي الحقيقه المطلقه ان الله سبحانه اراد الناس كذلك مختلفين وهو سبحانه ارادهم كذلك والله سبحانه قال ذلك في القران الكريم فالله سبحانه لو ارادت مشيئته وهو القادر بأن يفكر البشر بنفس الطريقه وان يؤمنون بالله بنفس الايمان وان يكون البشر على نفس الشاكله فلو ارادهم الله سبحانه كذلك لخلقهم كذلك ،



لكن الله جلت قدرته وارادته كذلك ليمتحن ويختبر عقول الناس من اجل سر عظيم فبالاختلاف وبالخلاف هنا يكمن السر فهناك على الارض خلافه والانسان هو الخليفه على الارض فأن كان التفكير والتطبيق والعمل والحياه بنفس الطريقه كيف لنا ان نحسن الخيار والاختيار ومن اين لنا ملكة الاختيار ومن اين لنا القدره على احتمال هذا الرأي المخالف من هنا اقول انه بالمجتمعات الراقيه يستطيع اي شخص ان يتكلم برأيه بكل سهوله وببساطه حتى وان اتفق معه الغير وحتى وان لم يتفق معه هذا الغير وعلى الاغلب ان الاشخاص في المجتمعات المتحضره يقولون رأيهم ولا ينتظرون الى ما يؤمن به اهاليهم او اصدقائهم من اجل ان يؤمنوا بما يؤمنوا به من اجل ان يتجنب الصدامات العائليه هذا الامر فقط وحصري لدى مجتمعاتنا اما المجتمع المتحضر فانه يحترم الرأي وان كان مخالفا بل ويرفع من شأنه فاذا عدنا الى البدايه علينا اولا تعليم ابنائنا ان يقولون رايهم بدون خوف وان يصرحوا بما يعتقدون بلا خجل وان لا نعلمهم فقط الحفظ وان نبعدهم كل البعد عن ان يتعلموا ويقدسوا المكتوب على انه حقيقه نعلمهم ان ينقدوا وان يفسروا وان يفهموا وان لا نركز جل اهتماماتنا لاطفالنا من اجل دروس المحفوظات لاننا عندما نقرأ المحفوظه فقط نقراها لنحفظها لا من اجل ان نناقشها.



 واذا نظرنا اكثر فاننا نقرا القران فقط لنحفظ وليس لنفهم ونقرأ سيرة سلفنا وابطالنا فقط من اجل تقديسهم لا من اجل ان نفهم التضحيات التي قدموها ونناقشها احد السلف الصالح قال وهو واقفا على قبر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ان كل انسان يؤخذ منه الكلام ويرد اليه الا صاحب هذا القبر وهو يشير الى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام هذا هو العلم الحقيقي وهذا هو الرأي اللذي يجب ان نتعلم منه فلا يكفي ان نحفظ بلا فهم وبدون نقاش كون الفهم هو الاصل قبل العلم لان الله سبحانه قال في كتابه العزيز ففهمناها سليمان وقال لداوود وعلمناه صنعة لبوس فالعلم هو الاعتقاد والصدق الحسي والعقلي والفهم هو ان يستوعب العقل الاشياء بمجملها لتصل الى الحقيقه بتمحيص ونقاش وبنتائج ومقدمات


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد