سر اختفاء الريموت العجيب

سر اختفاء الريموت العجيب

14-12-2010 07:13 PM

 للتلفاز حضور مهم في بيوتات الكثيرين، ومما تحتفظ به ذاكرة قريتنا أن مختار عشيرتنا حظي بأسبقية استقدام التلفاز الى بيته، فكان سببًا آخرًا لتجمع أفراد العشيرة حوله، وكان لسميرة توفيق حضورًا بهيًا، فإن غنتْ أسدل الصمت ستارته وخيم سكون مطبق على الشفاه. وإن تجلى الأمر مع أحدهم سرعان ما يسحب سلاحه ليفرغه في الهواء الطلق.



كثيرة هي الأخطار التي تواجهنا، وأخطرها فضول القطط الى ملامسة الخطر دون حذرها، أذكر أننا أحضرنا تلفازًا ملونًا بعد أن أرهقنا التلفاز الأبيض والأسود، الذي ينال عشرات الضربات يوميًا، باعتقادنا أن الإشارة بتلقى تلك اللكمات تعود ولا تفارق التلفاز.



ناهيك عن الشبكة – المسمى شبكة- ولكن هي أقرب ما تكون (فزاعة طيور)، نجتهد في صنعها بعد رؤية شبكة حقيقية عند أحد الجيران، فنسرق بعض صحون المطبخ لصنع الشبكة لننال بعدها الشتائم وفركات الأذن.



بعد أن اشترينا تلفازًا ملونًا، أثارني الريموت كثيرًا وبقيت أختلس النظر إليه بشيءٍ من الرهبة والتقدير، وانتهزت الفرصة متمارضًا لأحوز على خلوة مع ذاك الكائن العجيب، وأخذتُ أكيد له لأعرف سره ففكته من الخلف واستعصى أحد البراغي الأمر الذي أدى الى كسره، فلم أجد شيئًا ذا بال، لوحة إلكترونية وبطاريتين فحسب، الأمر الذي زاد فضولي حَيرة، لم أستطع أن أُرجع ما أفسدت يداي العابثتان فلذت بالفرار لأدفن بقايا الفقيد، ومات الريموت ولم أخبر أحدًا بحقيقة الاختفاء العجيب، فمات الريموت ومات سره معه.



ورغم التطور الهائل إلا أن الريموت بالنسبة لي هو أفضل ما أعتصرتِ التكنولوجيا من عصاره، وهو أول من جعلنا نعتاد الخمول وكل شيء على الجاهز بكبسة زر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد