مغلوب على امره

مغلوب على امره

19-12-2010 07:08 PM

ما اكثر المواقع والعناوين الالكترونية العربية التي تقع تحت هذا العنوان حتى ليخيل اليك ان غالبية الشعب العربي مغلوب على امره فعند الحديث عن العلاقات الزوجية يقال ان احدهما مغلوب على امره, وعند الحديث عن علاقة الشعوب بالانظمة يقولون انها مغلوبة على امرها (اي الشعوب) , وحتى في العلاقات الغرامية يزعمون ان العاشق العربي انسان مغلوب على امره, والمثقف العربي مغلوب على امره,



 ومشاهدي المحطات الفضائية العربية المملة مغلوبون على امرهم ,والموظف العربي كذلك مغلوب على امره, والنجار والحداد , والمبدع والخياط والمعلم واستاذ الجامعة , والطبيب في عالمنا مغلوبون على امرهم , ولا يقتصر الامر على الافراد فقد تكون بعض الجماعات والفئات ايضا مغلوبة على امرها , فمثلا الطبقة الوسطى في المجتمع العربي مغلوبة على امرها ...... طبعا والقائمة تطول ,



 لقد اصبحنا امام ظاهرة بل ثقافة يمكن تسميتها بثقافة المغلوب على امره اسباب هذه الظاهرة بطبيعة الحال كثيرة قد تعود الى عوامل التنشئة الاجتماعية , وانماط التربية , والفلسفة العامة والخاصة , والعادات والتقاليد وضعف الثقة بالنفس التي تجعل من نظرة الفرد الى نفسه نظرة دونية وانه اقل من الناس وانه عبد والاخرون اسياد ,



الاسباب ما هو عائد الى الطرف الثاني في المعادلة وهو الغالب وكيف يسعى الى تاكيد هذه الصورة والمحافظة عليها بل وترسيخها , وتعزيزها ,لقد اصبحنا امام هذه الظاهرة نتمتع باقصى درجات العجز المتعلم فرغم توافر بعض الفرص وامكانية استثمارها وتطويرها يجلس احدنا في الزاوية المظلمة واضعا يديه على راسه مقنعا نفسه بانه مغلوب على امره وهنا تنعدم فرص التطور والابتكار والنمو ويسود الظلم ويكثر ,



 وفي اطار البحث عن الحل لا بد لنا ان نتجاوز عجزنا ونغير خطابنا الفكري بدءا من سن مبكرة فلا بد من زراعة الثقة بالنفس لدى النشء وخصوصا في البيت والروضة والمدرسة والجامعة ثم على المستويات الاعلى , علينا ان نكون اكثر ثقة بالله وبانفسنا وبمنتجنا وبوحدتنا وبمؤسساتنا والا فان الحال سوف تصبح اكثر تدهورا وتشاؤما ولوما للذات فتنعدم الكفاية الذاتية ويصبح همنا النذمر واسقط فشلنا على الاخرين ويصدق علينا قولة تعالى" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد