كلابهم وجْلابنا ..
وفي الوقت الذي تتهادى فيه كلابهم وبسيناتهم وترتاد المولات الكبرى، فإن القواريط لايعرفون من هذه المولات إلا الألعاب أم الشِّلِم وفي رواية أخرى الشِّلِن، ولايحصلون على ذلك من أهليهم إلا بعد شلّوطين أو خمسة شلاليط على جانبي الفقار الأيسر والأيمن من لدُن الأب، وشتائم لها أول، نعم، ولكن ليس لها آخر من ست الحبايب وهي واقفة كالطود تمسك بتلابيب العبد وأخوته السبعة.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الكلاب والبْسَيْنات من أمراض الاكتئاب النفسي الذي يرافق الترف والبذخ، يعاني أبو العبد من ارتفاع الضغط، وأبو صطيف من انخفاض السكري وارتفاعه، وأبو تحسين من تصلب الشرايين، وأكثر من 70% من الأردنيين يشكون نقصا في البي تولف B12. أما قطاطنا وجلابنا، فياوِلداه عليهم؛ فجميعهم من ذوي الحاجات الخاصة، فهذا مكسور الرجل، وذاك مفقوء العين، وتلك مقطومة الذنب، وهذه مسلوبة الإرادة. والسبب في ذلك أن عملية السعي للبحث عن الرزق لديهم غير مأمونة العواقب، فأولاد الحارة يتربصون لهم بالمرصاد، فما أن يروا جَلْبًا أو قطة متوجها صوب الحاوية حتى يمطرونه بوابل من الحجارة، ولن يخرج أحدهما من هذه الملحمة إلا بإعاقة جسدية في أطرافه أو حواسه، وبالأصح ماتبقى منها. ومن صور هذه العلاقة مايقوم به جَلْبُنا عندما يرى بقايا عظمة قد اجتثّ لحمُها، فنجده يَتَنَسْنَسُ على أطراف أطرافه كي لايشعر به أبناء الحارة المناحيس، ويتطلع يمنة ويسرة خوفا من عابر سبيل من هنا أو هناك، وما أن يتوهم أمانا في محيط العظمة الجرداء حتى يبادر بالانقضاض عليها، ومن ثمّ يولي هاربا متبوعا بما تيسر من حجارة وزلط.
وبعد أن تستقر به الحال، وينخفض منسوب لهاثه، يخيب ظنّه، فالعظمة التي غامر من أجلها بالنفس والنفيس عظمة بكل معنى الكلمة؛ فهي كالمرآة أو أشدّ لمعانا. ومع كل هذا، فإن حاسة الشم عند جْلابنا أقوى من حاسة الشم عند كلابهم، وحدّة البصر لدى قْطاطنا أقوى بكثير من حدّة بصر بْسَيْناتهم؛ فالحاجة والعوز والفاقة مدعاة أن تكون حافزا وملهما لحيواناتنا لشحذ الهمم، وصقل الحواس في السعي الدؤوب وراء لقمة العيش التي إن وجدت في حاوية، فلن توجد في المئات من الحاويات الأخرى، وخاصة بعد أن تغير النمط الغذائي عند أبي العبد وجيرانه؛ فرقاب الدجاج، والجرين، والرّوس في محال مَعْطِ الجاج أصبحت مطلوبة ومرغوبة لسد رمق الأسر، وهذا يعدّ مزاحمة في الرزق.
لا، ولم، ولن تُتْرَكَ فتيلة الرقبة إلا بعد أن تُشْبَعَ قرقطة ومصمصة. فهل تأمل القطط النحاف خيرا بعد هذا!؟ لذا، ففي ظل هذا الوضع القائم، لابد من أن تكون الحواس الخمس عاملة على مدار الساعة وبنشاط منعدم النظير؛ فلا مكان للخراف في مجتمع الذئاب. وبالنسبة للحيوية والنشاط، فإن جْلاب تل الأربعين قد بزّوا نظرائهم في دير غبار، وأقرانهم في عبدون نشاطا؛ فهم دائمو السعي والحركة، وهم ضليعون في مناورات الكرّ والفرّ، وبارعون في استراتيجيات الخفاء والتخفي، وعلى أهبة الاستعداد لمقارعة القوات المعادية في كل زقاق وزاروبة، ولا يغمض لهم جفن ولا ترفّ لهم عين؛ فعدوهم متوقَع وجوده في كل حارة، وكل حارة تجاور حارة، فلا مأمن لهم في هذا الوضع البائس إلا اليقظة والحذر الحذر.
أما أولئك فخاملون؛ يأتيهم طعامهم وهم يتكئون على العشب الأخضر جانب بركة ماء ونافورة، وسور يلف الفيلا برداء أسمنتي متين، فالكلب هنا غزير الشعر، رفيع العماد، طويل السوار، يرفل بأثواب العزّ والدلال. نباحه غنج، وسيارته رنج، ولونه لون زنجيّ يتبسم. إلا أن هذا الموطن محصور بهذه الفيللة الذهبية التي لاتقارن مع العديد من المواطن المنافسة؛ فهناك الحاويات، وأكوام القمامة، وقرى الأعراس والولائم، وما يتبقى من الوضيمة. وغير هذا الكثير الكثير. ولكن المصيبة تكمن في أنه على الرغم من تنوعها وكثرتها إلا أن الناتج المأمول منها أقل القليل.
بسيناتهم سِمانٌ، وِقْطاطنا هزيلةٌ؛ وفي السمنة خمول وكسل، وفي عكسها نشاط وعمل. فلا يغرنك جمال بسيناتهم، وزرقة عيونهن، والشعر الغجري المجنون المسترسل على جنباتها، ومواء كان بالأمس مواء، فزادَ الآن نعومةً ورواء، وإن مرضت فلكل داء لها دواء. وأما قططنا فهي بسبعة أرواح، فلا يؤثر فيها قيظ صيف ولا زمهرير شتاء، ممشوقة القوام دون أن تتعامل مع الدّايت، أو الحمية، لا ولا برامج الريجيم. وأينما جلت بصرك فستجدها أمام ناظريك؛ فها هي تأخذ وضع المتوثّب من على سور علٍ، وهيئة القفز فوق رجم من حجارة، وستجدها في هذا الزقاق، وفي الوقت نفسه في ذاك الدرب، فهي دائمة الحلّ والترحال. تبيت على مطلع درج، أو في كرتونة ملقاة في عرض طريق، تنام مفتوحة العينين، ذات بصر أكثر حدة من بصر زرقاء اليمامة.
تلعق جراحا أصيبت بها في يوم كان كبقية الأيام عصيبا. تلك هي ما آلت إليه حال الدنيا ياولدي؛ فللكلاب أعياد ميلاد يدعى إليها الكلاب والجراء يرافقهم ذويهم، في حين أن أعياد الميلاد عند بني البشر شقاء وضنك، بعد أن ضاع الصبا، وغزا الشيب المفارق. وللكلاب مأوى يحسدهم عليه قاطنو الصفيح، ومتشردو الأزقة، وللكلاب مولات لايرى منها بنو البشر سوى العروض الورقية على قارعة الطريق. ياولدي شاركني الدعاء وقل: اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
محاضرة في نادي صديقات الكتاب عن البرمجة اللغوية العصبية
ترامب: أتطلع بشوق إلى انهاء الصراع الدموي في غزة
ترامب يعلن عن خفض تاريخي لأسعار الأدوية
برج ترامب في دمشق .. هكذا يغري الشرع الرئيس الأمريكي
مصر وقطر ترحبان بقرار الإفراج عن محتجز أميركي بغزة
عندما تركضُ خيولُ الشّعرِ في مضمارِ الغناء
المبادرة الأمريكية لإغاثة غزة… حصان طروادة
الرجل المتزوج أكثر عرضة للسمنة من الأعزب
كيف نستثمر الخلافات بين ترامب ونتنياهو
43 ألف لاجئ في الأردن معرضون لفقدان الرعاية الصحية
تعديلات جديدة لتحسين القيادات الحكومية
المنتخب الوطني إلى ربع نهائي آسيوية اليد الشاطئية
الجامعةُ الأردنيّة تقرّر تأجيل أقساط قروض صندوق الادّخار لشهر أيار
إجراءات حكومية مهمة بعد عيد الأضحى
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
هل راتب ألف دينار يحقق الأمان في الأردن .. فيديو
ارتفاع أسعار الأغنام الرومانية يربك الأردنيين قبيل العيد
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
سعر الليمون يتصدر الأصناف بسوق عمان اليوم
منتخب عربي بمجموعة الأردن يضمن التأهل إلى كأس العالم
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
وفاة نجل إياد علاوي تُشعل الترند في العراق وتعاطف واسع
تطورات جديدة على موجة الحرّ المرتقبة .. تفاصيل