سلام عليك يا نوح في الخالدين

mainThumb

01-01-2011 09:43 PM

الشيخ الفاضل نوح, سلام عليك وعلى أمثالك من الأوفياء والمخلصين "لأمتهم وأوطانهم" في الخالدين. صعدت روحك الزكية لبارئها, وقد أفلح من زكاها, وسمت سيرتك فينا سمو يتسامى في ذريتنا وغيرنا لأجيال, في عصور ودهور قادمة. وليبقي جهدك متساميا فينا, نذكر عزمك وجسارتك وبهائك, نتذكر خطابك وموعظتك. ونتذكر بك بهاء صعودك للمنابر, وجلال حكمتك, ونذكر إمامتك وحديثك في قدسية وطنك وقواته المسلحة وعقيدة الرفاق القتالية, رفاقك في الميدان وفي السلاح, مسجلة في يقين سفرك الخالد, وفي إقدامه للدفاع عن الوطن.




 سيذكرك ثرى وطنك بجباله و وهاده, في مدنه وقراه ونهره الخالد, الحبل السري الذي حدثتنا عنه ذات مره, وعن رؤيتك بتحرير الضفة في غربه, وعن بيت المقدس وأهله وأكنافه وأجناد الشام, وعن قدسية رسالتك في جيشنا العربي وجهاده ودوره في قابل الأيام, علمها عند الواحد الأحد جلت قدرته.




نشتاق إليك في مسجد إسكان الضباط في اربد, في الجلسة الاسبوعية, بعد صلاة الجمعة في بيت الجار والصديق بدر الدين الوديان, كلما سنحت لك الفرصة, كما تشتاق إليك رأس منيف وإرحابا وعين جنا وكما يحتاج إليك الإفتاء, في الصبر والتريث على دوام أحكامه. نحتاج إليك والى حكمتك وهدي حوارك ومنطقك وصدقك وعفتك في القول وفي الأمانة, وفي روح العمل بمنهج لم نسمع عنه في عصرنا, لكنا سمعنا فيه وقرأنا عنه في سيرة السلف الصالح ومسلك الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.




 يرحمك الله أيها الجليل ويسكنك فسيح جنانه وجمعنا وإياكم حول حوضه الشريف. شيخنا الراحل الكبير, في ظني أنه لم يتوانى ولم يقصر أحد ممن عرفوك, وشاهدوك أو سمعوا منك وعنك في الترحم عليك, بقراءة ما تيسر لهم من الذكر وفاتحة الكتاب على روحك الطاهرة في يوم صعودها وبعد أن صعدت إلى العلى. شخنا وعزيزتا العلامة الذاهب في ملكوت الله, شاهدت جموعا لم أراها من قبل وسمعت وقرأت عن/ ومن أمراء وعلماء وخطباء ومواطنين, فقراء وأغنياء, عن طيب سيرتك ومسلكك ونقاء سريرتك, فهم يجمعون عليك, ويشهدون لك بصلاح نصحك لهم في دينهم وهداك في دنياهم.




 لقد سمعت منك, في بيتك وفي المسجد وغير مكان, حكمة بالغة ومقتصدة في الكلام و خاصة عندما كنت سفيرا لمملكتنا في طهران, عن أيام قادمة حبلى بأحداث نحن عنها غير بعيد. نم قرير العين في الخالدين أيها الشيخ الجليل, فألسنة الخلق موازين الحق وكلنا نشهد لك بجدك وجهدك وجليل عطائك, فأنت اليوم في حضرة ومعية اللذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أما عزائنا بك أيها الشيخ في هذا البلد و نحن الجيل, أننا عرفناك وعاصرناك, وكثير منا تسنى له التعامل معك في ميادين عطائك الكثيرة والخصبة, بحب وقرب وتوافق يقيني. فرحمة الله واسعة عليك وعلى أمته وخلقه في الدنيا وفي الآخرة. وإنا لله وإنا إليه راجعون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد