مترو الأنفاق وتلقي الركبان

مترو الأنفاق وتلقي الركبان

02-01-2011 08:24 PM

وسط ليلة شتويه، وفي ثلثٍ من أثلاث المربعانية، أنا والدكتور بسام الهلول، هو معزبي يسأل: ما بال المجلس السابق ماذا قدموا وما اقترفوا كما جاءوا فقد رحلوا وليس هؤلاء هم الأفضل، بدل غناني وهجيني صارت رقصة الدحية؟. أنا الضيف أنا معزب! اسكت عني يا دكتور أو بسحب حالي وبَرَوِحّ، أسكت لا تفَتِح جروحي وكاسة شاي قدامي ورغيّف خبيز على الصوبه هذا الموجود يا الغالي "وكستنا" والله ما فيه وعلى الراتب وعد مني بطاطا لاشتري ليك وهيّ النار وبنشوي.



 أنا آسف يا أبن عمي لا أجننك ولا تجنني فقط سمعت شاعراًً يحكي : زرعاً زرعته بالسلف ما بدالي #### واللي زرع بالبور حقيق ما جاه. ومن ثم بدأ يسأل: سمعتك تذكر مترو الأنفاق؟ ... فقلت له : ليس عندنا هكذا وسيلة سفر ووصول في بلدنا إنما قصدت أن للنفاق عندنا أنفاق! وبالفرنسية sousterrain أي سماسرة الدهاليز!.




 وفي الأثناء ونحن نَسمُر جلسنا (القرفصاء) نرمق بأعيننا جلسة الثقة (الثقة والنصف ) و (الثقة وطبشة)،.......قال لي صديقي الدكتور بسام ولكي ينزل القول على محله: سأروي لك حكاية (تلقي الركبان) فقلت له: وما تلقي الركبان؟ قال : عن عظيم سألت يا رعاك الله، هذه المقولة تجمع بين مزاج شطارة المدني وسذاجة البدوي ذلك أن البدوي غِرٌّ وغَمِرٌ في الصفق والأسواق أما المدني فله من تجربته وحنكته ودرايته في أحوال السوق وصرفها مما يستغل به حاجة وسذاجة البدوي فشطارته تتمثل في هروبه من الضريبة وربما حَضيَ بشراء مسلوبٍ أو منهوب بسعرٍ بخسٍ ومخاتلة البدوي وأخذه على حين غرة فيلقاه في الطريق، أما البدوي فلحاجته ذلك أنه وعلى الدوام يخاف من سطوة من يأخذ على كل سفينةٍ غصبا!



 ولعل مناسبة ورود حرف الجر "على" إنما يُقصد به على النحوين (العلو والسطوة). فعن أعرابي وهو يتلقى الركبان، فاستوقف أبو هريرة (راوٍ عنده أخبارٌ كثيرة) يسأله فقال: ما رأيك بمن مل الصيد بالبوم؟ فأشار عليه : هل جربت الحدأة؟ فقال له الأعرابي: لقد خاب مسعاي في الأولى فما بالك بالخيبة في الثانية؟ رغم محفوظك ومرويك، أنسيت ما قالته العرب؟: يا قانصن بالبوم يا مرَّوِحن بلا صيد ##### هاك القشل يا قانصن بالحدية.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد