كنيسة القديسين

mainThumb

04-01-2011 08:00 PM

 في الإسكندرية, "عروس البحر" تئن مار بطرس, ويبكي سيدي جابر, و تغص محطة الرمل, وينتفض أبو قير, وتتنهد المعمورة, كما يزئر بير مسعود ويتوثب رأس التين,  وكل الأوابد الخالدات في تضاريس الإسكندرية تصاب بجرح اليم. الكل في وطن العرب قد أصيب بالجرح, وعليه أن يقاوم هذا الفكر, قبل أن يتساءل عن هوية الجاني, الذي خرج من جحره بليل, ليقتل الفرحة والمناسبة بدم بارد في كنيسة القديسين في مار بطرس. رسالة مجهولة, غريبة المضمون, تعمد بالدم في رأس السنة الميلادية, عنوانها عشاق الفرح في مصر.




 فتقبل حسن العزاء يا شعب مصر وعليك الثبات يا مصر, فالمجرم نفسه يا عزيزتي, قد خرج بليل آخر من جحر آخر وقتل من قتل في فنادق عمان بليلة فرح أردنية فقتل الفرح والعروس والعريس والمعازيم والنادل و معهم المبدع مصطفى العقاد. ستفرح أيها القاتل لو كان قتلاك أربعون, وتفرح أكثر لو كان القتلى أربع مائه وفرحتك ستكون غامرة لو كانوا أكثر من ذلك, فمن تكون أنت يا قاتل الفرح وميتم الأطفال ويا هادم الأمل في ليلة الأمان والسلام.




ثقافة القتل بالمفخخات غريبة عن إقليمنا وجوهر مجتمعاتنا, فأنت لست منا على كل حال ! وتأكد وكن واثقا", أننا نحن, بكل مكونات مجتمعاتنا نبحث عن المحبة والفرح, برغم الاحتلال ومشاريع التقسيم لبلداننا, وبرغم الألم والفقر وداء الغلأ. فكلنا نستجيب لداعي الفرح ونهنئ بعضنا بالعام الجديد, ولا نبالي بحسابات موتورة بائسة, تحسبها أنت بعدد ضحاياك. فنحن هنا في أوطاننا لا نقنع بثقافتك ولا بمفخخات أتيت بها لتخيفنا كي نترك الساحة لك, لتخرج من جحرك وتقيم في أماكن فرحتنا الرحبة في الإسكندرية ومثيلاتها من مدننا الرشيقة. فكف كيدك أيها الغريب و كفكف غلوائك عنا إن كنت إنسي, وعد عما أنت فيه, وسلم نفسك لقوانين الطبيعة, أما إن كنت جني فالله وحده كفيل بك وسيكفي خلقه شرك.



 وعودة لمصر التي في خاطري أقول سلام لك يا مصر, يا بهية "يم طرحه او جلابية", مصر التي في خاطر أمتها وشعبها "ندخلها بسلام آمنين" ونحسبها كنانة الله في أرضه, ووصية رسولنا الكريم لأمته في العالمين, كما هي مصر ذاتها درة الشرق ومقياس عز الأمة ونصر العرب.  ولتبقى يا مصر ملهمة المحبة والسلام, وملتقى الحضارات والأديان, وجامعة لأمتك بالنيل وبالأزهر الشريف وعجائب الدنيا, وتفوق أبنائك, وصبرهم وحبهم لترابك. سلمت يا مصر, وتسلم مدنك وشواطئك ومساجدك وكنائسك ومعابدك ومتنزهاتك, ويسلم أهلك وضيوفك من كل مجرم أفاق وكل ظالم وقاتل بليل, لا يؤمن بالله ولا يؤمن بلقاه في يوم الحساب.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد