العود لم يكن أحمد

العود لم يكن أحمد

08-01-2011 08:00 PM


 بتُّ في هوسٍ تخالجني كلمة وأزمع الى آخرى، كلما دنوت من محبرة فكري علَّها تسعفني بما عساي أقول، بتُّ بين  خوف من مستقبل مجهول وواقع مرير، أخذت تنداح الأفكار: أمتنا تغط في سبات عميق، أمتنا تعيش حالة لا وعي ثقافية، أمتنا في حالة غيبوبة فكرية، أمتنا تتيه في صحراء الجهل، أمتنا... أمتنا.



 لا أعرف ما موقعنا في معمعة الحياة، وهل لنا دور في تلك المنظومة الإنسانية على أساس أننا إحدى لبنات تلك المنظومة، أم أننا لبنات شرفة زائدة عن متطلبات تلك المنظومة.



 أين نحن من تراثنا، أين نحن من ماضينا اللاحب العريق، تلك الشمس التي أشرق سناها، تلك الأيام التي سُطّرت في صفحة التاريخ، وعلى جبين كل من حاول أن يطمس وجه الحقيقة.



 لا مرية أن التعلق بالماضي وجعله شماعة نعلق عليها فشلنا متشدقين: لقد كنا وكنا ولا تثريب علينا إن أخفقنا فقد عملنا وكفى. هو الفشل برمته - هذا حال الكثيرين-، وآخرون لما عادوا من غير المشرق أخذوا يجلدوننا أتوا بمعول يقلعون به ما صلح وما طلح، ليس لهم هم غير الرفع من ذواتهم وتصغير الآخر. هم القمة وما دونهم لا يساوون جناح بعوضة.



 فهموا بل أفهموا أنفسهم وقد قادتهم الظروف الى العمل أو الدراسة أو غير ذاك، أن تناقضًا لا يُقرّب، وفتق لا يرتق، فدمجوا أنفسهم في التيار، وعادوا والعود لم يكن أحمد.



بدل أن يشعلوا مصباح الهدى أخذوا يلعنون الظلام وما عسى أن يفيد ذاك، فلنشرع في فتح بوابة العلم على مصراعيها لنرفع من سويتنا ونلج بوابة الحضارة رغم أنوف المتصدين، ندخل نرفع ألويتنا عاليًا ونُثبّتُ أسماءنا في تينك المنظومة.



 عندنا عداء للقراءة وكره للكتب وحقد على المكتبات، وليس في ذاك ملامة، فمُلهيات الحياة أكثر تسلية من القراءة والجلوس الى خير جليس، لنوقف هيل التهم ولنبدأ الخطط العلاجية لنحبب أطفالنا بالقراءة والكتب، وليروننا نقرأ لتترسخ الفكرة في أذهانهم وتقر، لنقتطع نصف ساعة أقلها يوميًا من برنامج اللعب والكمبيوتر والتلفاز .... وغيرها ونقحم القراءة ضمن تلك المعمعة المؤدية الى الهلاك كخطة أولية للعلاج.



 ليس فقر أمة ومنذر خرابها فقدان مال، أو نفاد بترول، أو خسارة بورصة... هو نفاد محصولها المعرفي، وخواية عرشها على جهلها، وعدم ملاءمة نسبة أصحاب العقول النيرة - لا الشهادات- الى من لايحملونها. ساعتئذٍ تبدأ ذرات رمال ساعة الصفر بالانهمار لتدنو من الدمار. لنشرع بالعمل ولنطلق صافرات الإنذار ونشد الأحزمة ولنعمل جماعة ولنصبر ليؤتي ذاك أكله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد