صحيفة السوسنة الأردنية

تلك اللحظة التي اقرأ فيها ما يكتب علي اجعل لنفسي جوا خاصا وانقي عقلي وذاكرتي من كل ما كان يجول فيها كي استقبل كلمات علي ، فاجلس كما الطالب النشيط الذي ينتظر الأستاذ في يوم وضع علامات المشاركة بصمت دون حراك كي لا تفوتني كلمة أمر عليها هكذا دون أن أعطيها حقها في التأمل و القراءة. عندما يكتب علي تأخذ الكلمات طابعا خاصا يختلف عن كلمات العامة أمثالي ، يبحر فيها إلى أقاصي الدنيا ،



 تطير بك كلماته إلى حيث تريد والى حيث يريد، دون موعد مسبق بينكما ، كلماته لها سحر يفوق سحر الساحر اذا نوى على صنع السحر ، تراه يتحدث بصوتك وان لم يكن لك صوت في القراءة الصامتة. عندما يكتب علي يأخذ الحبر لونا غير الألوان التي نعرفها يخلط لك ألوان قوس قزح دون أن ترى رذاذ الماء ، ترى الحبر يخرج من بين أصابعه وكأنه مولود معه ، تراه في دمه ، ام أن الكتابة نصفه الأخر ، عجيب هذا الرجل من أين يأتي بهذا الحبر المعطر .



عندما يكتب علي أرى انه من الواجب عليّ أن اقرأ ما يكتب ، وليته يتوقف عن الكتابة حتى أتوقف أنا عن الإدمان على القراءة ، فقد أصبحت أحفظ ما يكتب لا بل صار هو يكتب ما يجول في نفسي وكأنه يجلس بجواري ويحاورني ويناقشني ثم يخرج بكلمات ما انزل الله بها من سلطان ، كيف رتبها ؟ كيف نسقها لا ادري،



 مع أني لم التقي بعلي منذ زمن إلا انه ما زال يكتب عني، وما زال يتحدث عن نفسي وعن نفسه، كان صديق... وسيبقى رغما عن كل الكلمات التي يكتبها والتي أحفظها له