هل حكومة الرفاعي تحتضر ..

mainThumb

10-01-2011 02:53 PM


مع استمرار الحكومة الاردنية بسياساتها وخصوصا في مجال المحروقات التي ترتبط بها كافة مناحي الحياة بعد ان شهدت ارتفاعات متتالية خلال الشهور الماضية وجد الاردنيون انفسهم في مازق لا مخرج منه فاجور النقل ستزداد منتصف الشهر الحالي بنسبة 10% ولا احد يعلم ما هو القادم فكثيرون من ذوي الدخل المحدود اركنوا سياراتهم على باب الدار وشعارهم "على قد الحافك مد رجليك"...

 

 فاصحاب القرار والجهات المسؤولة لا يعلمون ان عائلات واسر باتت تشعل الاحذية البالية والقماش في الصوبات بدلا من الحطب لكي تشعر بدفء تفتقده ... فكما هي الحكومة اعلنت عن سياسة تقشف فان عائلات تاثرت بالحكومة واقتدت بها وبدات بضبط نفقاتها بعد ان اصبح شراء الكاز والمحروقات ضربا من الخيال.

 

اما هناك بعيدا وتحديدا  في بوليفيا وقبل حوالي اسبوعين اعلنت الحكومة عن رفع اسعار المحروقات بنسبة 73 ـ 85% فكان للمواطنين راي اخر ونزلوا للشارع للاحتجاج على سياسة التسعير التي اعتبروها انها ستلحق الضرر والاذى بهم وهو ما ادى الى اتخاذ قرار حكومي عقب الاحتجاجات بيومين  بالغاء رفع المحروقات.

 

وكنتيجة للسياسات الحكومية فان الاردنيين منشغلين في الارياف والبوادي والمخيمات بارتفاعات الاسعار التي طالت كافة مناحي الحياة والسلع والمواد الغذائية والكثيرون اكتفى بالتحسر على ايام زمان لا اكثر...

 

وبما ان الموقف الحالي في الاردن وما يعيشه ويحسه ويلمسه الاردنيون اثناء شراء حاجياتهم اليومية  مشابه الى حد ما لما يحصل الان في الجزائر عقب اندلاع احتجاجات في المدن على ارتفاع اسعار السلع الغذائية وهو ما احرج الحكومة هنالك ودفعها الى اتخاذ اجراءات فورية والغاء الرسوم على المواد الغذائية فهل تقوم حكومة الرفاعي بتحرك مماثل ام تترك الامور  ليختلط الحابل بالنابل ....

 

ومنذ اعلان  حكومة الرفاعي وقف التعيينات والوظائف في مختلف قطاعات الدولة باستثناء وزارتي الصحة والتعليم ازدادت البطالة وارتفعت الى اعلى مستوياتها لا سيما مع تدني فرص العمل في دول الخليج التي استغنت اصلا عن العمالة الاردنية وتقلصها من جهة اخرى في القطاع الخاص وهو ما ولد احباطات ويأس قد يدفع بالشباب مع مرور الايام الى التهلكة ما لم يتم تدارك الامر فحملة الشهادات بالالاف وهم تائهون وهائمون على وجوههم بانتظار ان تحلحل الحكومة الحالية امورها وتلتفت اليهم.

 

وفي المقابل ارتفعت البطالة في تونس إلى حد لم يعد مقبولا فكانت القنبلة المدوية التي انفجرت في وجه الحكومة هناك بعد أن أقدم شاب على اشعال النار بنفسه ووفاته احتجاجا على البطالة ليتبع وفاته احتجاجات شعبية ادت للنزول للشارع  للاعتراض على ما وصلت اليه الأمور  فكانت ردة الفعل الحكومية عقد اجتماع طارئ  واجراء تعديل حكومي طال اربعة حقائب وزارية والاعلان مباشرة عن وضع استراتيجية لتعيين العاطلين عن العمل.

 

ما حدث في الأردن الأسبوع الماضي وتحديدا في ذيبان جنوب المملكة بمحافظة مادبا عبر قيام مجموعات شبابية بالخروج بمظاهرات عقب تأدية صلاة الجمعة للاحتجاج على الأسعار والدعوة الى الاحتجاج في مختلف محافظات المملكة يعتبر مؤشر ايجابي لحالة صحية افتقدها الأردنيون طويلا فما دمنا نعيش في بلد ديمقراطي وحر تحرص كافة الحكومات المتعاقبة على تعزيز هذه المبادئ فان لا ضير في ذلك مادامت هذه الاحتجاجات ضمن اطار القانون وتتم بشكل حضاري رائع بعيدا عن التكسير والتخريب.

 

ومع تسارع وتيرة الأحداث في الأردن وازدياد حالات العنف المجتمعي والجرائم والمشاكل وتذمر وتململ طبقات المجتمع هنا وهناك جراء ما يحصل من غلاء وارتفاعات متتالية  أصابت الناس بحالة إحباط فان الحكومة تكتفي بالصمت والتفرج من بعيد .

 

المحصلة ان الأمور تازمت مؤخرا في الداخل ووصلت إلى مرحلة لم يعد بالإمكان السكوت عنها من وجهة نظر الشارع الأردني فهل ما يحدث في المملكة من تزايد أعداد العاطلين عن العمل وارتفاع الأسعار والمحروقات هو قنبلة مرجحة للانفجار في أي وقت ولحظة ...وهل يعني ذلك أن الحكومة الحالية باتت تحتضر مع ظهور تيار شد عكسي باتجاهها بدأت تظهر ملامحه في الشارع الأردني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد