"ألفارس الطبي الذي ترجل"

mainThumb

11-01-2011 09:11 PM

أحاط رفاق المهنة في الجسم الطبي الأردني عصر الأمس تلة أبو الدردا, حول مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" المقدس في سوم, بلدة الشناق, يشيعون زميلهم جراح العظام/ الدكتور أكرم الشناق/ لمثواه الأخير. من حولهم أحاط الأوفياء من كبار الأكاديميين والنقابيين ورجال السياسة والفكر, وجموع من أهالي البلدة والبلدات المحيطة بوادي الغفر. الخبر حول وادي الغفر رحيل أكرم الشناق حفيد أحمد الشيخ وفارس الشيخ ونجل القاضي الجليل عودة الله الشناق.




 الكل يترحم عليه, وشيخ المسجد الشاب بشرنا بموعظته قبل صلاة العصر والجنازة بأن مهنة الطب جليلة وتدريسها أجل, فهي علوم تدخل المجتهدين فيها الجنة. يلقب المرحوم في مستشفى الجامعة الأردنية بين زملائه "بأبي العظام", لقب أستحقه عن جدارة وجهد, في خدمة مرضاه وطلابه لثلاثين سنه, في بلدنا الذي يكثر فيها حوادث السير التي غالبا ما يكون لطبيب العظام دوره المحوري.



جبرت كسور العظام يا أكرم في حوادث الأردنيين, فجبر الله مصاب ذويك بغيابك الأبدي, و رحلت عنا وعن دنيانا يا أباعدي, يرحمك الله في ملكوته, ويسكنك "جل جلاله" مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. عزائي بك أيها القريب الصديق أني عرفتك عن قرب حميم, فعرفتك كبير في مهنيتك, وكل صفاتك, وحتى في قامتك المهيبة البهية.




عرفتك من أصدقائك وزملائك الأوفياء ومن خلال رجال ونساء طببتهم أنت, ومواطنين أبرياء أحسنت طبابتهم" فذكروك في غيابك وسفرك. معرفتي بك ازدادت وتوثقت من خلال شقيقي الكبير الجليل وشقيقتك الكبرى, ومن خلال زوجتك الصابرة الرحيمة ومن بهاء وتميز ولدك عدي, ورقة وعذوبة أبنتك المؤدبة دانا, وصداقة أشقائك الصيد المكلومين بفراقك. وعرفت بك يا أكرم, الشهامة والعطاء, والجرأة في القول. مقدام وجسور في مواقفك, وحتى مع نفسك. فمنذ الطفولة عرفت صراحتك, وعرفتك شابا جميلا" مميزا في مربع صباك "في سوم وبيت رأس وفي حي أبو اللجي بإربد" وعرفتك أستاذا جراحا وعميدا لكلية الطب في الجامعة الأردنية في قمة عطائك وحضورك المهني والاجتماعي بين زملائك ومحبيك.




 خبرت إنسانيتك في الإصغاء, وصبرك وأنت تجيب, ابن أخي وأختك "قصي" على أسئلته الذكية المتواصلة في صباه. يرحمك الله يا أيها الحكيم, و خالص عزائي للوطن بفقيده الكبير, "جراح العظام الدكتور أكرم الشناق" الذي وفى. وصبر جميل وحسن العزاء لأسرته وللأسرة الطبية في الوطن, بفقدان فارس طبي من فرسانه, آن أوانه, فآن له أن يترجل ويوارى الثرى في المقبرة العتيقة, قرب مقام أبي الدرداء بعد عصر اليوم. فلك الرحمة الأبدية يا أيها العزيز, ولطلابك ومن أفاد من علمك وعطائك في الوطن الصبر والسلوان.  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد