ما الها غير الملك

ما الها غير الملك

13-01-2011 09:32 PM

لو عرفنا طبيعة العلاقات التي تربط الشعوب بقياداتها ,لعرفنا جواب اللغز القائم في استقرار الاردن واستتباب الامن فيه, فالثقة التي اولاها ملوك الاردن لشعبهم  كانت هي مفتاح حبهم وتقديرهم , تلك الثقة التي اصبحت مع الايام والسنين العجاف وساما يوشّح صدر كل اردني  حر وشريف , ويرفع حسه الوطني الى اعلى درجات بذل المزيد من الجهد والتشارك في جميع المجالات.



فلقد استطاعت القيادة الاردنية التي حملت على الدوام هموم المواطنين منذ اللحظة الاولى لتسلمها سلطاتها الدستورية, فسخرت لابعاد شبح الفقر رغم  قلة الامكانيات كل ما يمكن تسخيره لتجاوز كل المحن والعقبات , فحفرت على جدار التاريخ انجازات ما زالت بعيدة المنال تفوقت على  كثير من بلدان تفوقنا سكانا وموارد وامكانات, وذلك بفضل تسلح شعبنا الاردني بالعلم  الذي وفرته القيادة الحكيمة له رغم شح الامكانات فاختزل كل شيء لصالحه.



فالاردن اسوة بغيره من بلدان العالم , لا زال يسابق الزمن ويختزل السنين ويواجه التحديات التي تحاصره من كل جانب , لادراكه بأن العزيمة والصبر سيهزمان المستحيل ,ويقلبان كل التوقعات وخاصة تلك التي تعتقد ان الساحة الاردنية سهلة المنال ولينة الجانب.



فنحن في الاردن ما كنا يوما بالنسبة للتحديات والمعيقات والفتن وصانعيها,  إلا كنهر العاصي الذي يخالف سنة كل الانهار ويجري في الاتجاه المعاكس , لذا فان شعبنا مستعد لكل طارئ من شأنه استغلال الظروف والاحوال لاشعال نار الفتن والعزف على لحنها , وسيصوب كل اسلحته لمقاتلة الخصوم الذين يرغبون حث الناس على المسيرات بحجة مقاومة الاسعار والحصول على المكتسبات.



فمجابهة التحديات لم تكن يوما بمسيرات غضب,  ليس من ورائها إلا خراب مقدرات الاوطان ,واشعال نيران ,وحرق محلات وتكسير ممتلكات تعود بالنفع على المواطنيين, فنعمة الامن التي نتفيأ ظلالها في الاردن محروم منها كثير من الاوطان ويفتقرها كثير من الشعوب.



فحماية الاردن ومقدراته ومكتسباته ومرتكزاته , تعتمد بعد الله على رص الصفوف خلف القيادة الهاشمية,  التي لم تتوانى يوما ان تقف بصف الشعب , ولعل وقفة وهبة الملك الاخيرة بالايعاز الى تخفيض الاسعار رغم قلة الموارد يدل دلالة اكيدة على وحدة الارتباط والمصير بين الشعب والقيادة.



ومن اجل المحافظة على الاردن علينا جميعا ان نلتفت الى مروجي الاشاعات , ومستغلي المنتديات وابطال المنابر , لان هولاء جميعا لا يمكن لهم العيش إلا بأجواء المحن والفتن, فتراهم يهيجون الناس ولا تراهم في المسيرات , يطلقون الخزعبلات والاوهام , ويرسمون التاريخ للناس ويقسمون الجغرافيا كما يهوى اسيادهم اعداء الاردن , وسرعان ما يتركون الناس الغلابى يواجهون المصير والمحن والفتن ويلوذون بالفرار حيث القصور وما لذ وطاب.



ندرك في الاردن تماما بأن العلاقة المصيرية بين الشعب الاردني وقيادته لم تأتي من فراغ , او جاءت بالخوف والارهاب , بل كان  وقودها  دوما العلاقة الحميمية بين القائد واهله , والتي لم تسبح يوما بعكس تيار شعبه, فباتت تشكل مصدر قلق لقوى وانظمة وانماط تفكير ومصالح عميلة لا زالت تمني النفس يوما بان تستيقظ من نومها ولا ترى الاردن على الخريطة,ولكن شعبنا الاردني سيردد في وجه هولاء "هيهات منا الذلة هيهات يا عبدالله", لايمانه بان الوطن  الذي لا نستطيع ان نحميه لا نستحق العيش فيه.



فالاردن يملك ميزة لا يشابهه فيها احد في العالم,وهي ان شعبنا الاردني يمتلك استجابة فورية من نوع خاص عندما تشتد عليه الاخطار , وتطبق عليه المحن وتحدق به التحديات, وهذه كلها من قسمات الشخصية الاردنية التي ترفض الرقص على حبال العملاء , اوالركض وراء خزعبلات اصحاب الشعارات والخطابات , اوالغناء في حفلات المارقين واعراسهم.



نعم فالشعب الاردني حيّر الكثيرين على امتداد سنوات البناء , لانه تعود ان لا يلتفت الى الذين يتحدثون عن الآمه بحجة الخوف عليه , لان من يخاف على الاردن ومكتسباته لا يمكن ان يحرض على تخريبها بالمسيرات وتحدي صانعين الامن لهذا الوطن الذي نتفيؤا ظلاله جميعا.



وقفة للتأمل" الاردن ما كان ولن يكون  يوما لونا من الوان الترف".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد