من المسؤول ؟؟

mainThumb

16-01-2011 07:38 PM

خرجت من مكتبي المتواضع وقلت في نفسي لعلي أسير بخطواتي خارجاً واستنشق الهواء النقي كي اخرج من روتين العمل وأعود لكي أتابع يومي....وجلست على ذاك المقعد وأخذت أتأمل في الأشجار والسماء الصافية وإذ بطفل صغير ينادي يا آنسة "اشتري علكة " فنظرتُ إليه وأخذت أخاطبه لما أنت خارج مدرستك ؟ فأجابني : "المدرسة ما طعميني خبز وبدي اشتغل" ابتسمت و أخذت الأفكار تنبت وأقول في نفسي سأعود لمكتبي وأدون كلمات رسخت في ذهني ..



لعلي أترجم لكم نظرتي في صورة ذاك الطفل وأوصف حاله وأقول من بيِتٍ ليس له جدران من فقرٍ يقتل الحنان ....من حذاءٍ مزقه الزمن وأكلته الأيام ....من ثيابٍ بالية لها جيوب خالية ....من بطن ٍ جائع ٍ يشتهي الطعام ....من نظرة حزن ٍ نحو محل الدمى ....من فقر الدم الذي جرى في العروق ...لفقر الحال وضعف الجسد. من هذه الأمور نشأ ذلك الفقير المسكين الذي رأى نفسه يتخبط بين يدي الزمن لا يدري ما مصيره وما تخبأ له الأيام أراه يتجول هنا وهناك، شاحب الوجه ، متسخ الثياب ، يسأل هذا وذاك طالبا ً العون والمساعدة ولكن هل هناك من مغيث؟؟!



 آه ٍ آه ٍ من الزمن الذي جعل طفلا ً يولد وفي فمه ملعقة من ذهب وطفل يولد و لا يجد حتى ملعقة حليب!!... وعندما يتعب من التجوال في الطرقات وبيع ما تحمل يداه من أشياء يجلس على حافة الرصيف واضعا ً تحته معطفاً ممزقاً لا يقيه برداً و يمد يده الصغيرة وما إن يحصل على قطعة النقود حتى تعلوه الفرحة وكأن الدنيا كتبت له0 ما هو سبب فقره ؟ ما هو سبب معاناته؟ سامحوني إن قلت أننا نحن السبب فالله عز وجل جعل الزكاة ركن من أركان الإسلام فهي سبب من أسباب القضاء على الفقر في المجتمع فلو أن كل إنسان تبرع بزكاة أمواله لما بقي على وجه الأرض فقير .... أين العطاء.... أين الخيرات ..... وأضيف قائلة بأن الزكاة ركن من الإسلام والقناعة جميلة ولا تكن طماعا أيها الإنسان بجني المال وتنسأ أخاك الفقير ...



ولاتنظروا للفقير بأنه أدنى مستوى أن الفقر نعمة فالفقير يصادق القناعة و يقبل بأي شيء و الفقير لا يصاب بالتخمة و يأكل أي طعام يجده متوفر بين يديه و الفقير هو من يعمل بجد و يبني و يعمر ولا يصيبه الكسل نتيجة الخدم حوله... أن الفقر يعني القبول بهذه الحياة بحلوها و مرها فلذلك الفقر النعمة و ما أجمل لو كنا جميعنا فقراء و نبتعد عن الطمع و حب جمع المال و نحطم بأيدنا الأقنعة التي نرتديها على وجوهنا و التي تشوهنا وتشوه معنى الإنسانية فينا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد