في ذكرى المرحوم حسن التل

mainThumb

22-01-2011 02:19 AM

نعم إن  حق لنا ان نكرم الرجال فلنكرم ابا بلال الاستاذ الكبير رحمه الله واسكنه فسيح جنانه الذي يتردد اليوم اسمه على كل لسان يلهج بالدعاء ان يفسح له بواسع جناته مع مطلع كل قمر وشروق كل شمس حسن التل ابا بلال ابن اربد البار المربي الفاضل والاعلامي المميز والانسان الذي نشا وترعرع بين يدي حب الوطن والانتماء اليه والتفاني في العمل الجاد المخلص لوطنه وامته تميز بنكران الذات وحب الظهور تميز بالعزيمة وقوة الارادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بخلق الاسلام السمح المستند الى تقوى الله اولا ومحبة الناس والتواضع لهم والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم .




يوقر الكبير ويرحم الصغير ويلبي طلب الملهوف والمستغيث يصفح عن المسئ حيثما كان مجال للصفح كريم النفس والخلق حازم حين يستقر الراي على قرار يضع مصلحة وطنه وامته فوق كل المصالح والاعتبارات يدافع عن قضايا امته بقوة واستبساال عرفناه اخا وصديقا ومعلما ومربيا مثالا للمواطن الاردني المنتمي لوطنه وامته الحريص على النهوض بالواجب بشرف وامانه واخلاص وشجاعة وبروح الايثار ونكران الذات وجمع الى جانب هذا فضائل التسلح بالعلم والمعرفة والكفاءة والتميز في كل موقع حل به كان رحمه الله يرى ان رسالة الاعلام يجب ان تقوم على مبادئ الحرية والمسئؤولية الوطنية واحترام الحقيقة والمصداقية التي تمكنها من المنافسة وانه لابد من ان يقدم للاعلام شيئا فعمل من مدرسته صحيفة اللواء مصنعا للرجولة والعطاء وفتح ابوابها ليتخرج منها جهابذة الاعلام اليوم لينهلوا منها المعرفة والعلم وليتسلحوا بهما للتعبير الجرئ عن روح الوطن ومسيرته الخيرة وانجازاته الكبيرة وكان يرى ان الاعلام الرسمي يجب ان يناى بنفسه عن ان يكون اعلاما لشخص او حكومة بل اعلام دولة ووطن ثوابته معروفة وغاياته نبيلة لم يكن ليترك واجبا او دينا او طلبا الا ويلبيه ويقوم به دائم السؤال عن اصحابه ومعارفه بل كانت له نشاطات واسعة في الحياة الاجتماعية .




دائم الاتصال باصدقائه في كافة مواقعهم ومطارحهم اكسبه تواضعه الجم وقربه من المواطن والصديق محبة الناس وتعلقهم به وتبنى قضايا المجتمع والوطن كل الوطن وتبنى القضية الفلسطينية شعبا وارضا والتزم قولا وفعلا وجند طاقاته كافة في سبيل ابرازها والدفاع عنها في كل المحافل كان يؤمن رحمه الله ان الوحدة الوطنية هي حدى المقومات الاساسية التي تعطي الوطن القوة وتمنحه المنحه وتحول دون التفتت والاختراق وان الجميع فيه شركاء بالعمل والبناء وحماية الوطن والالتزام بمصالحه وان الاردنيون جميعا رجالا ونساء مهما كانت منابتهم واجناسهم واديانهم وافكارهم متساوون امام القانون في اداء الواجبات والتمتع بالمنافع وتعزيز الوحدة الوطنية لايتم الا بسيادة القانون على الجميع كان يؤمن رحمه الله بان هذا البلد يعتز برسالة الاسلام وتراثه الخالد وقيادته الفذه لذا لابد من ابراز الصور المشرقة للاسلام والتصدي لمحاولة تشويهها من اي جهة كانت والاهتمام بالتوجيه الديني ومايرسخه من قيم التعاون والتاخي والتواد بعيدا عن التعصب والشقاق والتنافر وتطوير مؤسسة المسجد منبر ولي الام واستثمارها للدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنه والخلق القويم من هنا كان رحمه الله يتمتع برصيد كبير من الاحترام والسمعة الطيبة لدى جميع دول العالم .




هذا الرصيد الذي جمعه بالجد والمثابرة والمصداقية ويؤمن رحمه الله بضرورة ترسيخ النهج الديمقراطي وحماية حقوق الانسان وتطبيق مبادئ العدالة وفق اسس سليمة واضحة واقامة التوازن بين اقاليم الدولة ومحاربة الارهاب ومثيري النعرات وكل من يحاول العبث بالنسيج الوطني كان كريم النفس لم يطلب يوما مكسبا ولامغنما ولامنفعه شخصية الا العدالة والحقيقة ولم يكن من طلاب الكراسي والجاه والمناصب حسن التل كان مناضلا في سبيل تحقيق مشروعه السياسي والفكري والعقائدي درس وكان قد انتسب مبكرا لجماعة الاخوان المسلمين واحد مؤسسي حزب جبهة العمل الاسلامي وعضو المكتب التنفيذي والسياسي ورئيس لجنة القضايا العربيةوصاحب صالون اللواء المجدد دوما الرافض لللارهاب الفكري والتمترس والتعصب ومن ابرز دعاة المسلمين كاتب وصحفي سعى لنشر الفكر ولم يدخر جهدا بعيدا عن التطرف عمل واعلن بصوته الجهوري في الاذاعة مبادئ وافكار واراء مازالت تعشش باذهان من سمعوها واسس عام 72 صحيفة اللواء وشغل منصب رئيس للتحرير حتى سلم الراية لولده صحيفة اسلامية متزنة وكان يرى بان الصحافة لها دورها الذي يسهم بنشر افكاره وانها المدرسة التي تصنع تلاميذا له يتابعون الطريق فانضم الى اسرة صحيفة الدستور مساهما وله موقعه المميز وكاتبا له دوره كان حاضرا بالمؤتمرات والندوات يبعث بفكره ويشارك وينتقد ويصوب حتى سقط قلمه لياخذه بحنان انجاله الذين ورثوا المجد والخلق والعلم والمعرفة فكانوا خير خلف لخير سلف.




 وكان الفضل الكبير للانسانه العظيمة رفيقة الدرب الطويل وعاشقة الهم والتعب الراكعة الساجدة ام الايتام والارامل والثكالى صاحبة االقول الراجح المؤمنه الصابرة ام بلال التي حملت المسؤولية والعهد والامانة تعمل لزوجها الحسن ولروحه الطاهرة تبني المساجد وتوزع الهبات وتزور المرضى وتعطي بلا حدود صيتها ذائع تلك القديسة التي عاشت على ذكرى زوجها ولم تبخل عليه في حياته ولابعد مماته واحاطها ابناؤها بالرعاية وظل صدرها الحنون الدافئ وقلبها البار يحنو عليهم ويغذيهم بالمبادئ والقيم والاحساس بالمسؤولية والولاء والانتماء وكانت خريصة على ان تنفذ كل رغبة كانت لدى زوجها وكل مايرضيه قبل وبعد موته وحريصة على التواصل مع احبائه واقاربه واصدقائه الذين يذكرونها كلما ذكر حسن التل رحمك الله ابا بلال فقد كنت رجلا من رجالات هذا الزمن وقلبا صافيا وكريما فاهنا في جنة الرضوان ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد