وصفي يا ابن التل؟؟

وصفي يا ابن التل؟؟

24-01-2011 08:58 PM

أذكر (عندما كنت طفلا) تلك الصورة المعلقة على احدى جدران منزلنا !! لم أسأل من هذا الشخص و كأنه كفرد من أفراد أسرتنا ... كبرت وكبرت أثارني الفضول حول الصورة وسألت أبي: من هذا؟ أملا عليّ تاريخ حياته حتى صرت أحفظه وأبدع في روايته.  .



كان وصفي التل مدرسة فكرية وسياسية , ومثال في الإنتماء والوطنية والفداء , لا من داعٍ للتحدث عن حياته وفكرِه وخططه, لأنه لم يبق أردنيّ إلا وحفظ أسطوانة حياته عن ظهر قلب, لكن ألا من المفروض أن نستذكر هذه الأسطورة دائما؟ ألا يجب علينا مراجعة مشروعه النهضوي لنستكمل ما سعى لتحقيقه؟؟



وُضِع الرئيس التل هدفاً للقضاء عليه من أطراف عدّة , في وقت تصاعدت فيه المصادمات بين السلطات الأردنية والفلسطينيين "أيلول الأسود" , وفي ظروف هي الأسوء من نوعها اغتيل التل في مدينة القاهري 1971  من قِبل عزت رباح الذي أفرغ رصاصات مسدسه في جسده الطاهر , بحضور حراسه ووزراء العرب الذين سارعوا بالاختباء, وتعلن بكل فخر "أيلول الأسود" مسؤوليتها عن العملية.



ألا من أحد يتساءل ما هي الدوافع وراء محاولة تصوير جريمة اغتيال وصفي التل؟؟ وكأنه عمل وطني؟؟ لماذا استُتهدف وكأنه عدو لفلسطين؟ هذا كله كان تزييف وإفتراء للتغطية على الدافع الحقيقي وراء هذا العمل الإجرامي.... وهو الإطاحة بمشروع وصفي التل الذي كان يحضّر لطرحه أمام وزراء الدفاع العرب.. لتكون هناك آلية لتنظيم العمل الفدائي الفلسطيني لمواجهة العدو الصهيوني المحتل بدون افتعال معارك باسم فلسطين.



كان هذا الإفتراء والمغالطة تمثل أحد أبرز الأمثلة النموذجية لتكون عملية تجنٍ على تاريخ الرئيس البطل ,  ما زلنا نذكر التل بعد أربعين عام , الكل يشرح عنه وعن رؤياه السياسية والثورية , كم من رئيس وزراء تولى منصب التل؟ هل من جيل الشباب أحد يستحضر أربعة أسماء لأي من أولئك الرؤساء؟ أربعون عاما ولم ننسى الشهيد وصفي, ونزداد نحن الشعب الأردني شوقا لرئيس لم يستثمر شعب الأردن بل خلّف ذكرى يحتفل بها الأردن ليومنا هذا... ولم يكن حب هذا القائد فطريا فحسب بل كان مثالا الكل ينتظر ب مثيل له في الصفات ليرأس حكومتنا الأردنية , ويعطينا أملا في الحياة ويحارب الفساد ويعرف مصلحة البلد  ....

  
رحمك الله دولة الرئيس .... يا من كنت مثالا ليس له من مثيل في حب الوطن والوفاء له....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد