صقيع الغربة !!

صقيع الغربة !!

26-01-2011 11:35 PM

أتلقى مكالمة في غربتي من الأهل عبر "سكايب" , واذ بأخ لي "فارس-6 سنوات" يسأل عن أوضاعي ويحاصرني بأسئلته: متى ستعود؟ ولماذا تأخرت؟ وماذا ستجلب لي من هدايا عند العودة؟ أتذكر عندما كنت تحملني على كتفك؟ لا أحد يريد لعب كرة القدم معي.. متى ستأتي؟ متى ستأخذني "مشواراً" معك في السيارة؟!!... بقي يلّح عليّ بأسئلته حتى مسكت قلمي وكتبت:



من المؤلم أن تحسّ بأنك إنسان غريب.. والناس حضور من حولك..!! حُرمنا من الأهل والأصحاب لوقت طويل.. لهدف العمل أو الدراسة...  صحيحٌ أن الغربة لم تكن فقط حدثاً مأساوياً يمتزج بالحزن والكآبة.. ودموع الشوق والحنين والحسرات.. بل علّمت الكثير حب الوطن.. والحنين الفكري لاحترام الانسان وتقديره... قسماً بالله إنّي لأحنّ الى دولة فيها حياة كل مواطن متساوية وقيمة الانسان واحدة...



سئمت صوت أجراس الكنائس.. وأحنّ إلى صوت آذان "أبومحمد" ...

 أتلهّف لِصوت يشعّ في كهوف نفسي دفئاً و تفاءلاً.. وهو صَوتك ياأبي  ...

أتعقّد من التدفئة المركزية.. وأشوق إلى صوبة "الفوجيكا" القديمة...

كرِهت المطاعم والأكل الجاهز.. وأتوق للقمةٍ من "خبيزة " أمي...

تشمئز نفسي من الشقق المفروشة.. وأحنّ إلى بيتنا القديم...

جمّدني ثلج الغربة وبردها.. وأبحث عن صَيف "قريتي" ورَبيعها...

سئمت من صقيع الروح في بلدٍ ... أشتاق فيه لِشئ يدفئ روحي...

أتحسر على بيئة نظيفة... والى شرطةٍ تسهر على راحة المواطن وسلامته...

أتوق لدولة تحترم مواطنيها.. باختلاف قوميتهم أو ديانتهم ...



لديّ هذا الحنين والشوق لمن يسحق!!.. دون أن أذرف دموعاً.. لأنّي لا أؤمن دائماً بالدموع !! ... علمتني غربتي أن الإنسان (في الوقت الحالي) لا يهمّه إلا مصلحته الشخصية.. علمتني ما معنى أنّي "أردنيّ" ؟؟ وأن الموت فوق تراب الأردن أهون من تفكير أحدنا بالخروج خارج حدودها...


عائدون ياأردن... بشوق وحنين... حاملين الشهادات... لخدمة أرضك الطاهرة...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد