البوعزيزي : ايقظت شعوبا من سباتها

mainThumb

31-01-2011 10:08 PM

الشاب التونسي البوعزيزي هو الشخص الوحيد الذي لم يقطف ثمار و نتائج مافعلت شرارته بالامة العربية فقد وافاه الاجل قبل ان يستيقظ على اناشيد الحرية وتهليلات وتكبيرات المساجد وصلوات الشعب فنرجو من الله ان يغفر له ذنبه وان يدخله فسيح جنانه .



 لقد كانت تلك الشرارة هي بداية الثورة على الظلم والاستبداد الذي دام في تونس اكثر من عشرين سنة وفي غيرها يزيد على ذلك وقد ظهر مدى الاحتقان الشعبي على انظمة باتت مستبدة و مكروهة من شعوبها تحكم بالسوط والكرباج ولاصوت لهم و من شدة الالم كتموه وعندما صرخوا كانت صرختهم مدوية هزت الدنيا وكراسي الحكم وزلزلت الارض وارعدت السماء .



لقد ايقظ هذا الشاب الاعزل الشعب العربي من سباته العميق الذي ظل يلازمه عشرات السنين والذي كان مثالا للهزيمة والخمول فكانت بداية الشرارة في تونس الخضراء لتنهار الانظمة الدكتاتورية الاخرى كأحجار الدومينو واحدا تلو الاخر فانهزمت الاسرة الحاكمة في تونس وسرقت معها الملايين من الدولارات من قوت الشعب لتظهر مدى خيانتها ووقاحتها وها هو نفس السيناريو يتكرر في مصر بعد ان ثار الشعب على استبداد دام ثلاثين سنة اصبح فيها الشعب يعاني الظلم والجوع والمرض ونشر الرذيلة وليتهم اكتفوا بذلك فكانت اموال مصر تذهب الى خزائنهم الخاصة وخزائن ازلامهم الذين تفردوا بالحكم وتفننوا بالظلم والتعذيب واسكات صوت الحق وحتى وهم منهارين لايزالون متمسكين بالسلطة وهناك من المنافقين الذي كانوا ابواقا لهم تراجعوا بعد رؤيتهم بان رموز السلطة تنهار لينضموا خوفا وطمعا الى شعب اراد الحرية والحياة بكرامة وعزة فهل بقية دكتاتوريات العرب تعي هذا الدرس القاسي الاليم ؟؟؟



 لم تعد صورة الانسان المهزوم موجودة في عقل الشعب العربي فاستيقظوا من سبات كاد ان يودي بهم الى اسفل السافلين ولم تعد تخيفهم رصاصات الغدر ولامدافع الانظمة وثبت ان وجودها كان بغطاء امريكي صهيوني حقير يعبث بمقدرات الامة ولولاه لزالت تلك الانظمة منذ زمن بعيد ويبدو ان الكلب الامريكي الصهيوني قد انهى حمايته لهم فتركهم يصارعون الموت لانتهاء صلاحيتهم وهاهي تظهر حقيقتهم بانهم دمى متحركة كدمى ( اوبريت الليلة الكبيرة ) ولكن الفرق بينهم ان دمى الاوبريت تعود الى مكانها جماد بهدوء اما تلك الزمرة الحاكمة تعود لسرقة البلاد وقتل وظلم العباد .




سؤال لبقية الانظمة الدكتاتورية : قد يتكرر هذا المشهد لانظمة بعيدة عن شعوبها وغير مكترثة بامر رعيتها فهل يستوعبون الدرس المصري والتونسي قبل فوات الاوان . ان جميع ما كتب ونشر لايمكنه ان يعطي ما يحصل حقه لان الواقع ابلغ كثيرا من الصورة ومن يرى ذلك الشاب المصري الذي اعتلى عربة الجيش ليتصدى لها والصدور العارية التي واجهت رصاص ازلام النظام في تونس و مصر يعرف بان الشعب اذا قال كلمته لايستطيع اسكاته احد حتى لو كان الموت مصيره ولكن هنا وبعد كل ذلك اتمنى من الشعوب الثائرة ان تحافظ على الامن والممتلكات العامة ولا تسمح للمخربين ان يعبثوا بالبلاد ولايسمحوا لبعض لافاعي الاذاعات القنوات الفضائية بث سمومها لنيل مكاسب شخصية لتعيث بالارض فسادا ، فحافظوا على ثرواتكم وبلادكم يامن تريدون الحرية ولاتجعلوا بلاد العرب ساحات للخراب والنهب ونعيق الغربان وهنيئا لكم بثورتكم على الظلم والاستبداد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد