سيناريو الثورة المصرية

سيناريو الثورة المصرية

05-02-2011 09:55 PM

معظم الدول العربية اليوم ،  تنظر بقلق بالغ مشوب بالحذر الشديد ، والترقب ورصد المعلومات الدقيقة ، أولاً بأول عن مسار الثورة المصرية ، وكيفية مواجهة هذا الشعب الثائر ، الذي يندفع وفي كل الاتجاهات وضارباً بعرض الحائط لكل تعليمات الرئيس وأوامره بمنع التجول أو العودة كل إلى بيته ، وذلك لأن هذه الأنظمة العربية تخشى أن تؤدي ثورة الشعب المصري ،  إلى تحقيق نظام حكم ديمقراطي شعبي حقيقي في مصر،   يختار من خلاله الشعب المصري بكل حرية وأمان قيادته السياسية ضمن انتخابات حرة ونزيهة ، وسر خشيتها أن الحرية التي يوفرها النظام الديمقراطي قد تأتي بنظام إسلامي متشدد أو حكومة وطنية تواكب نبض الشارع وتتفاعل وتتناغم معه.



، ثورة عظيمة لشعب عظيم كالشعب المصري ،أصبحت حديث الساعة يتابعها العالم أجمع لحظة بلحظة ،وهي محط احترام العالم وتقديره وتبجيله ، ثورة تليق بهذا الشعب ،  وترفع من مستواه ووعيه وإدراكه التام لتبعات هذه الثورة المجيدة التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً من قبل ، فهي وفي يومها الثاني عشر ، صمدت أمام كل التحديات من النظام وجلاوزته وبلطجته وإجرامه بقتله مئات المصريين الثائرين العزل وجرح الآلاف منهم وترويعهم وإرهابهم بشتى الوسائل والطرق ، ومحاولة شق صفوفهم وتفريقهم وإنهاء اعتصامهم واحتجاجهم وبالتالي إجهاض ثورتهم بعودتهم إلى بيوتهم ليبدأ فصلاً جديداً للنظام وانتقامه منهم لاحقاً وبعد أن يستتب الأمن ويسترد النظام عافيته ،

 

لقد فشل النظام فشلاً ذريعاً في كل ما خطط له من احتواء للثورة أو النيل من صمودها الأسطوري ، فبات يتخبط في ردات فعله وسياساته إزاء الثورة والثوار ، فشكل العصابات من رجاله سواء كانوا من الأمن المركزي أو من البلطجية والحزب الوطني الحاكم ، والمساجين المجرمين المفرج عنهم من قبله ،  حيث قاموا بفذلكات وتكتيكات أشبه ما تكون بالحروب البدائية و استخدموا الجمال والخيل والبغال والحمير والعربات المجرورة ودفعوها نحو ميدان التحرير تحت وابل من آلاف قنابل المولتوف البدائية أيضاً( محاولة من النظام لإبعاد الشبهة عن تخطيط النظام ) ،  لتشق صفوف الآلاف المؤلفة من الثوار ، وهدفهم خلق حالة من الفوضى والارتباك في صفوف الثوار واصابتهم بحالة من الهلع والخوف ، فيضطروا للانكفاء والتراجع وإخلاء الميدان والسلامة بأنفسهم ، ودفن الثورة في مهدها .

 


أن هذا الزلزال الشعبي في مصر سواء نجح في إجبار "مبارك" على التنحي الآن أو تركه ليتم مدة رئاسته حتى نهاية هذا العام سيكون له تداعيات كثيرة وكبيرة في كل المنطقة بل في كل العالم وسيكون أثره في دول الجوار بالذات  (دولة الصهاينة) في فلسطين المحتلة أشد وأكبر !.



ومن المؤكد أن نظام الصهاينة لن يكتفي بدور المتفرج والمراقب لهذا الذي يجري في مصر بل سيسعى سرا ً عن طريق الموساد إلى محاولة تخريب الثورة الشعبية المصرية وتعطيل مسار التحول الديموقراطي !. وقد يشترك نظام عربي آخر مجاور لمصر بعملية التخريب هذه  وربما بالتعاون مع اسرائيل لتحقيق هذا الهدف سوياً بعد أن سبق وأعلن قائد هذا النظام أنه يقف مع بن علي وقام بتوبيخ الشعب التونسي على ثورته ، أما الولايات المتحدة الأمريكية فهي تلعب عالحبلين ، ففي الظاهر تقف مع الشعب المصري وحقه بالتظاهر السلمي ، وفي الباطن تدعم مبارك وتقف معه وتشد من أزره ، لأن سقوطه يعتبر تهديداً مباشراً لإسرائيل وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة .




وأعتقد أن "إسرائيل " و"الدولة العربية الجارة" والعصابة الأمنية المتنفذة في مصر إذا وصلوا إلى قناعة أن الثورة الشعبية المصرية تنتصر وأن الخيار الديموقراطي أصبح هو خيار المصريين فمن باب الإنتقام من جهة ومن باب تخريب المسار الديموقراطي فسيعملون على إتباع سياسة الأرض المحروقة والدفع في إتجاه خلق فوضى دموية في مصر تنتهي بإنقلاب عسكري قد يدعي في البداية أنه معاد للغرب وإسرائيل ولكنه يظل في حقيقة الأمر يخدم م صالح الغرب وإسرائيل في المنطقة !


والليلة يخشى كثيرا ً من المراقبين - خصوصا ً بعد التضييق على الإعلاميين الغربيين في القاهرة اليوم وإعتقال وإختطاف بعضهم ومنع وسائل الإعلام من نقل حي للمشهد في ساحة "ميدان التحرير" - أن تقوم العصابة الأمنية المتنفذة في النظام المصري – ربما بدعم من أمريكا وإسرائيل – بتنفيذ مجزرة ضد المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير عن طريق "عصابات البلطجة" أو عمل إرهابي تخريبي كزرع متفجرات لإثارة حالة من الرعب والفزع بين المعتصمين وإرغامهم على الفرار من ميدان التحرير !.



سنراقب الليلة , واسبوع الصمود القادم ،  حركة هؤلاء المصريين الشجعان المعتصمين في ميدان التحرير والصامدين حتى اللحظة على الرغم من كل عمليات البطش والترهيب التي تعرضوا لها بل وعلى الرغم من التعب والإرهاق بسبب المكوث في العراء كل هذه الليالي وفي الشتاء !!.. سنراقب هؤلاء الذين يتخندقون هناك في صبر وإباء وهم يشاركون – بصمودهم ونضالهم - في صناعة لا تاريخ مصر وحدها بل وصناعة تاريخ جديد ومجيد لكل العرب!.. سنراقبهم و أيدينا على قلوبنا .. ونراقبهم وأعيننا معلقة من جهة على شاشات التلفازوالدعاء لهم بالنصر المؤزر، ومن جهة أخرى متعلقة برحمة الله لهم ونصره المبين آمين   آمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد