مجلس النواب .. هل سينهض من كبوته؟؟

mainThumb

07-02-2011 10:38 PM

عندما جرت الانتخابات النيابية الاخيرة ، تعالت النداءات حينها بمقاطعة تلك الانتخابات ، وقد كنا من ضمن الذين كانوا مع اجراء الانتخابات والتشجيع على التصويت لانها الطريقة الدستورية للخلاص من حكومة زيد الرفاعي . وبعد ان تمت العملية الانتخابية اعاد جلالة الملك تكليف سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة بعد ان تم حلها حسب النظم الدستورية في الاردن وقد ترك جلالته بذلك التكليف الكرة في مرمى مجلس النواب لمنح او عدم منح الثقة لتلك الحكومة . وللاسف وبعكس كل التوقعات في الشارع الاردني تفاجئنا بان مجلس النواب بدلا" من  ان يحجب الثقة قام بمنح ثقته لتلك الحكومة برقم مهول من الاصوات مما نتج عن ذلك فقدان مجلس النواب لكثير من ثقة المواطن به ، وتشكلت لدى الاردنيين خيبة امل كبيرة مسبقة من ان يكون هذا المجلس  قادر على الاشتراك في المرحلة القادمة كجهة تشريعية فاعلة تحركها هموم المواطن ورفعة الوطن .



كما شكل منح الثقة  لتلك الحكومة وبهذه الطريقة صدمة كبيرة للشارع الاردني وصلت الى حد نقمة شعبية على معظم النواب حيث كان حري بهم عكس نبض الرأي العام الاردني الذي اوصلهم الى قبة البرلمان ليكونوا عون له لا عليه  . ان الرقم ( 111 ) وطبشه وهو عدد الاصوات التي منحت الثقة لتلك الحكومة بات رقما" يثير الاشمئزاز لدى السواد الاعظم من المواطنين كلما ذكر على مسامعهم  مجلس النواب .



ان ظهور اصوات عديدة تنادي بحل مجلس النواب دليل واضح على عدم رضا المواطنيين عن اداء النواب ودليل على اتساع  الصدع بين المواطن وما بين اقرب الهيئات التشريعية اليه واشدهم حرصا على الدفاع عنه واجابة مطالبه ، ومثل هذه التصدعات لا بد من ان يفكر حكماء الاردن  بجسرها ورئبها باسرع وقت ممكن وعدم السماح لها بان تتسع . ...



اننا لا  نشكر النواب ، ولكننا نشكر جلالة الملك  الذي كان وكما عهدناه دوما الاقرب الى نبض الشارع الاردني وهمومه ، وكان جلالته الاكثر قدرة في التنبؤ بما يريده المواطن حيث اصدر ارادته بحل حكومة سمير الرفاعي بعد تسع وثلاثون يوما على منحها الثقة من مجلس النواب الحالي   ثقة كبيرة في الرقم قليلة في القيمة  وكان عطاءا للمجلس في غير مكانه وقد سجل ذلك عليهم لا لهم..   لا نشكر النواب لانهم جسدوا خيبة امل كبيرة بهم ونسأل الله ان لا يمد الله بعمر هذا المجلس حتى لا يكون عبئا اكثر مما عليه على من بفترض به ان يتحمل امانة اعبائهم .



لا نشكر النواب لانهم لم يشكروا من اوصلوهم للجلوس تحت قبة المجلس بل شكرو من كان يتفنن في اجبار المواطنين على شد احزمتهم على بطونهم الخاوية لينتفخ كرشه وكروش اذرعه الخفية .. ولانهم شكروا من تفنن في السطو بطرق شتى  على ثمن قوت المواطنين  وقوت عيالهم .. ولانهم شكروا من باع بثمن بخس مقدرات الاردن وساوم على ممتلكات الوطن ومدخراته .. ولانهم شكروا  من لم يخرج يوما  لا هو ولا من اختارهم ليكونوا وزراءا" معه من مكاتبهم الا بضغط من سيد الوطن . ولانهم شكروا من ترك المواطن تحت رحمة الجشع وممارسات اللصوص الذي نهبوا كل شيء .. ولانهم شكروا من تعامل مع المواطن الاردني وكانه بلا كرامة وكان من  منحوه الثقة منكفئا"  على متابعة الاخبار في المواقع الالكترونية وادارة امور البلاد والعباد الذي اقسم لان يكون امينا عليها ... عن طريق الشاشات الرقمية .... كيف سنشكرهم وعلى ماذا ؟



ولكن وجسب ما لديهم من حقائق يعرفها هو وهم  واخفيت علينا .. رأو  ان ينمحوه الثقة ردا لجميل في رقابهم اسبغه بليل  عليهم هم  لا في رقاب المواطنين ..  ولكننا كمواطنين اردنيين وحرصا منا على تجاوز المرحلة .. تجاوزنا ما صدرعنهم محاولين اقناع انفسنا بان تلك  كانت كبوتهم ..



لكن ما لا يمكن تجاوزه هو اصرار بعض النواب على عدم النهوض من كبوتهم واصرارهم على السير بعكس عقارب الزمن .. حيث سرعان ما بادرهذا البعض بالتحوصل على ذاته ومحاولة التكولس في مجلس النواب  بمجرد ان صدرت الارادة الملكية السامية بتكليف رئيس حكومة غير الذي شكروه و منحوه الثقة المثيرة للجدل بالامس القريب  ، والتي كادت ان تعصف بالاردن باكمله لولا عناية الباري وحكمة قائد هذا الوطن  .. فور تكليف دولة معروف البخيت بتشكيل الحكومة بدأت اصوات بعض النواب في نبش ماض ليس لدولته  وتحميله مسؤوليات اعمال وزراء للتأزيم فرضهم عليه بعض الصالونات التي كانت تصول وتجول حينها  . ومعللين اسباب حربهم الشعواء هذه على رئيس الوزراء المكلف قبل ان يبدأ عمله باسباب  ظاهرية مغلفة بحرصهم على مصلحة الوطن ولكن ما خفي من اسباب شخصية ضيقة كان اعظم .. ووصل الامر ببعضهم وللاسف الى حد محاسبة رئيس الحكومة المكلف  قائلا : ان رئيس الحكومة هو الذي رسبني بالانتخابات النيابية السابقة .. وغيرهم من لديه اسبابه الاقل تفاهة من ذلك ...



ان مصالح وحسابات الوطن  اكبر من مصالح وحسابات مثل هؤلاء ... ان اليوم غير الامس ولا يمكن لعقارب الزمن ان تعود لحساباتهم .. المواطن اليوم بات صوته مسموعا وسيكون صوته سوطا يهبط بلا رحمه على كل من سيعبث بمقدرات الوطن ويستخف باحتياجات المواطن .. المواطن الاردني سوف لن يرحم دولة معروف البخيت او من سيكلف بعده في حال ان جانبوا ما سيرد  لهم  في خطابات التكليف السامي وفي حال جانبوا ايضا ما سيلتزمون به في بياناتهم . وسيكون المواطن الاردني  رقيبا حتى على اداء مجلس النواب وعدم التجاوز عن اي عمل له اذا لن يتفق مع ما يريده المواطن .





فاذا ما حكم مجلس النواب العقل و المنطق ، فان الحكمة تقتضي بان يسمع للحكومة المكلفة وان تدرس بعناية  خطة عملها  واذا اراد ان يكفر مجلس النواب عن اخطاءه فان عليه ان يمارس دور الرقيب الايجابي الفاعل على اعمال الحكومة ومتابعة مدى التزامها بكتاب التكليف السامي .. وان لا يكون مجلس النواب عبئا" اكبرواكثرعلى الوطن  والمواطن .. ان من جادت عليه صدف القدر من بعض اعضاء المجلس بان تواجد على مقاعده وعجز عن تقييم خطورة المرحلة وتقييم الاخطار التي تتربص بنا ، فان لزاما عليه ان يسمع لمن ليس بينهم  وبين هموم الوطن والمواطن الاردني حجاب وهم ثلة من رجالات الوطن كان وجودهم  تحت قبة البرلمان الاردني نعمة نحمد الله عليها ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد