الجمل الذي طاح وكثرت سكاكينه!!

mainThumb

24-02-2011 12:20 AM

سالت قبل أيام وكنت في الأردن ،عن احد العاطلين عن العمل والمواهب من العائلة الممتدة ، وعن زوجتيه وأولاده كيف يتدبر أمورهم ، فقيل لي انه إذا ضاق به الحال ، كتب قصيدة شعر (!!!) في الثورة الخضراء ، وفي العقيد ، وتوجه الى طرابلس فيعود محملا ، باللؤلؤ والمرجان ، فيكفيه حتى تثمر قريحته بقصيدة اخرى..!! صاحبا لا هو بالشاعر ، ولا نصه بالقصيدة ، أمضى حياته " متسرمحا " تائها عاطلا ، اطلعت على أحداهن فإذا هي حال مسيلمة :" الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل ومشفر طويل وان ذلك من خلق ربنا لقليل !!!




" لا الرجل بمتعلم فن القصيد فيكتب ، ولا بصاحب فكر فيتولاه ، لا هو بشعر البحر فيعرفه الجواهري ، ولا بالتفعيلة فيعرفه السياب ولا بقصيدة النثر فيعرفها انسي الحاج ، هي قطعة سجع سخيفة من مدرسة مسيلمة الكذاب ليس دون ذلك او فوقها بشيئ..!! وفي حدود ما نعرف ، فان قناة الجزيرة قد كانت ممن يسهب في المقابلات مع الزعيم والعقيد ، وكانت لغة المخاطبة بينهما ، اكثر من ودية ، وفي حدود علمنا ايضا فقد رفض طاقمها الإعلامي الذي يتولى مقابلات الزعيم ، عقودا من اللؤلؤ والمرجان تحسبا لموقف مثل هذا اليوم يطيح فيه الجمل " الحقود" فتكثر السكاكين المشرعة نحو لحمه المرّ..!!
 


كنا نستمتع بمسرحيات القمم ، لان العقيد كان يضفي عليها نكهة كوميدية لا تقل عن سخرية الجماهير العربية من القمم ذاتها ، وأخر القمة التي عقدها القذافي في مدبنة سيرت ، وكنت قد كتبت يومها ان ألقذافي ربما يقاطع قمة بلاده لإضفاء المزيد من الفكاهة على القمم..!! كان القذافي في قمة الطوارئ عشية ازمة الكويت ، يخاطب امين عام الجامعة العربية ان يسكت مبارك فهو اول مرة يحضر قمة وهو العائد من مقاطعة كامب ديفيد ، وهو لا يعرف قوانين القمم "..!!" ،
 


وفي قمة شرم الشيخ ، كان القذافي يقاطع الجميع ويتطاول على السعودية ، ويرد عليه الأمير عبدالله بن عبد العزيز :" المملكة ليست عميلة مثلك ومثل امثالك !!" و القذافي يتظاهر بالسخرية متوجها بالحديث للأمير حمد وهو يقول :" ويش يقول الامير يا حمد!!" وفي قمة دمشق كان الفذافي يحذر الزعماء العربي ان أمريكا ستشنقكم واحدا واحد كما شنقت صدام ، وفي قمة الدوحة تظاهر القذافي انه يصالح الملك عبدالله بن عبدالعزيز فأمطره بوابل من الشتائم..!!



هذا هو القذافي الذي نعرف ونستمتع ، لكن أين هي لبيا الغارقة في الفقر في ارض هي الأغنى بمصادر النفط والطبيعة في القارة السوداء ، لم يتساءل العرب يوما عن ذلك وهم يراقبون أحفاد المختار الذي بدأ المقاومة لغزو ايطاليا بلاده ، وهو في العقد السادس من عمره وانتهى به الكفاح ، مشنوقا بهامته العالية وهو في العقد الثامن من عمره،لم يتائل العرب عن لبيا وهم يستمتعون بهراء القذافي ذلك ، وهاهم الليبيون الذين ينتفضون اليوم ، في العقد الخامس من حكم القذافي بعد ان طفح الكيل بهم ، يتفوقون على الحالة العربية التي أبقت على هذه الطفرة الغريبة من الزعماء ، لكنه تبين آخر الأمر انه لا يختلف عن بقيتهم فقد ظهر مهزوما مهزوزا كحال مبارك وزين العابدين في اخر خطاب له ، كما كانوا مهزوزين مهزومين مثله تماما..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد